أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

ما زال هناك من يؤمن أنّ حادثة المحول الكهربائي وانقطاع التيار الكهربائي خلال آخر انتخابات كان حادثا مقصودا، وما زال هناك من يؤمن أنّ هذا الحدث أثّر بصورة كبيرة على نتائج الانتخابات.

كما نعلم جميعا، كل حزب يخسر الانتخابات، يبدأ بنشر الشائعات والأقاويل والتهم، ويستطيع إقناع جزء من جماهيره ومؤيديه، وأكثر حزب خبرة في ذلك، هو حزب الشعب الجمهوري.

عندما لم يستطع حزب الشعب الجمهوري تجاوز نسبة الحسم عام 1999، أقنع مسؤولو الحزب أنفسهم بأنّ نتائج الانتخابات تم تزويرها، وأنّ ما حصل هو نتاج تلاعب في نتائج صناديق الاقتراع.

لكن في الحقيقة، لو راجعنا تاريخ الأحزاب التركية، لوجدنا أنّ أكثر حزب قام بعمليات تزوير فعلية خلال الانتخابات، هو حزب الشعب الجمهوري، فقد قام بكل شيء ممكن للتأثير على نتائج الانتخابات، من سرقة لصناديق الاقتراع، وحرق للأصوات، وساهم حينها بتأجيل حُكم حزب الديمقراطية إلى أربعة أعوام.

أصبح اليوم نشر الشائعات، مع تطور الوسائل التكنولوجية، أمرا سهلا جدا، فعندما نتحدث عن نظام مثل نظام تويتر، يتبين لنا أنه بإمكان أي شخص نشر أي معلومة، مهما كانت صائبة أو خاطئة، ثم يقوم عشرات الآلاف بنشرها، ويؤمن بها العديد منهم، أو يتظاهرون بتصديقها، لتنتشر في أرجاء الدولة خلال فترة زمنية قصيرة جدا.

آخر إشاعة طفت على السطح، كانت تقول أنّ المؤشرات تقود إلى أنّ حزب الشعوب الديمقراطي سيحصل على نسبة 11-12%، ولكن من خلال تزوير الانتخابات سيقومون بخفض تلك النسبة إلى أقل من 10%، كي لا يتجاوز نسبة الحسم.

وهذا الكلام يعني اللعب بأصوات مليون ناخب، والحديث عن التلاعب بمليون صوت، يعني القيام "بعملية" في 30 ألف صندوق اقتراع، وبما أنّ هناك مراقبين عن كل حزب سياسي أمام كل صندوق اقتراع، فهذا يعني أنّ تحقيق ذلك أشبه بالمستحيل، وبحاجة إلى تنظيم محترف، يعمل على دب الرعب في نفوس عشرات الآلاف من الناس، وتهديدهم، ليشتروا أصواتهم.

وهذا لن يكفي من أجل التلاعب بأصوات مليون ناخب، وإنما يجب أنْ يتم شراء ذمم عشرات آلاف القضاة أيضا، والذين يقفون أمام كل صندوق من صناديق الاقتراع.

اختراع هذه الشائعات ونشرها، يدل في حقيقة الأمر، على الشعور بالهزيمة قبل بدء المعركة، والهدف منها هو تبرير الخسارة والهزيمة قبل وقوعها، وخداع الجماهير المؤيدة للأحزاب التي تُصدر تلك الشائعات.

أثبتت اللجنة العليا للانتخابات على مدار السنين الماضية، نجاحا باهرا في إدارة العمليات الانتخابية، دون أنْ تسمح بحدوث أي شوائب تعيقها أو تؤثر على نتائج الانتخابات.

لم يكن نشر هذه الشائعات المغرضة في يوم من الأيام، يصب في مصلحة الحزب الذي يقوم بتصديرها ونشرها، وإنما كانت مجرّد دليل ومؤشر على ضعف الحزب، واقتراب موعد هزيمته وخسارته في الانتخابات.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس