أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

على ما يبدو أنّ الذين كانوا يسألون "هل سيستطيع حزب العدالة والتنمية تشكيل الحكومة لوحده؟" قد وجدوا الإجابة الصحيحة بصورة كبيرة، لكن السؤال الذي ما يزال مطروحا: "هل سيتجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم؟"، وفي الحقيقة الإجابة عن هذا السؤال بدأت بالتبلور شيئا فشيئا أيضا.

لكن هناك سؤال آخر بدأ يتردد على مسامعنا، "في حال لم يتجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم، ما الذي سيحصل؟".

عدد المتشائمين ليس بالقليل، بل إنّ بعضهم بدأ يرسم سيناريوهات شديدة السواد، وأكثرها سوداوية، هو أنّ حزب الشعوب الديمقراطي في حال لم يتجاوز نسبة الحسم، سيقوم بتشكيل برلمان في ديار بكر ويعلن تشكيل حُكم ذاتي هناك، وهذا السيناريو يقود إلى فوضى عارمة والعودة إلى مآسي تسعينيات القرن الماضي.

ربما يقوم حزب الشعب الديمقراطي بتشكيل مجلس خاص له في ديار بكر في حال لم يتجاوز نسبة الحسم، ويستمر في عمله السياسي، وقد يقوم باحتجاجات واسعة في حال بقائه خارج البرلمان، وهو يصف ذلك "بضربة تحت الحزام"، لكن السيناريو الأخير لا يعني بالضرورة حصول فوضى وإراقة للدماء.

ومن الممكن أنْ يقوم حزب الشعوب الديمقراطي بتوجيه ردود فعل واسعة وقوية، لكن ذلك قد يعود عليه بالوبال، لأنه لن يستطيع الاستمرار به إلا إلى مسافة قريبة، ولهذا حتى يتقدم أكثر عليه أنْ يجد "ضحية" أخرى للانتخابات، ولو حصل ذلك سيكون حزب الشعب الجمهوري.

أصبح الحديث يتكرر بكثرة عن تشكيل لجان حُكم محلية تابعة لحزب الشعوب الديمقراطي في بعض المناطق، في حال عدم تجاوز الحزب نسبة الحسم، لكن الإعلان عن تشكيل حُكم ذاتي لن يكون له أي بُعد قانوني ولا سياسي، كما أنّ نتائج ذلك ستكون ليس كما يريد حزب الشعوب الديمقراطي، على مستوى دستور البلاد.

الحزب الذي يُعلن عن نفسه أنه حزب سياسي تركي، ويقود حملته الانتخابية من أجل تجاوز نسبة الحسم والدخول بقوة إلى البرلمان، هو حزبٌ وافق فعليا على قواعد اللعبة السياسية، وهو في الأصل بناء على ذلك يطلب أصوات الناخبين.

إذا لم يتجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم البالغة 10%، فعليه الانتظار 4 سنوات أخرى، يعمل من خلالها على تحقيق عملية السلام، وبعد 4 سنوات من العمل كعنصر فاعل في عملية السلام، سيجد نفسه يحظى بشعبية كبيرة قبل دخوله الانتخابات مجددا، وسيقف في وجه كل المؤامرات التي تحاول زعزعة الديمقراطية في تركيا، ويتحمل المسئولية كحزب سياسي تركي، وحينها سينافس بقوة على تجاوز نسبة الحسم ودخول البرلمان.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس