ترك برس
ارتفعت العلاقات بين الهند وإسرائيل في العقد الماضي إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية"، ورافق ذلك توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة، من الاستخبارات إلى التكنولوجيا، ومن التعليم إلى الثقافة.
ويقول الكاتب الصحفي التركي طه كلينتش، إنه منذ أن شنت إسرائيل هجمات الإبادة الجماعية على غزة، نشهد حالة مذهلة وصادمة، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يحتفل المتعصبون الهندوس المعادون للإسلام بجنون، بأخبار مقتل المسلمين، بينما يشيدون بجرائم الجيش الإسرائيلي.
وبحسب مقال لكلينتش في صحيفة يني شفق، تغلب الحماسة والفرح على عدد لا يحصى من الرسائل التي يتم مشاركتها، لدرجة أنك قد تعتقد أن الهند هي دولة في الشرق الأوسط تتعامل مباشرة مع قضية فلسطين. إنهم منغمسون في القضية إلى هذا الحد.
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فقط، فقد كشف المزيد من التفاصيل البروفيسور الدكتور خالد أبو الفضل، أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا، في خطبة ألقاها يوم الجمعة 12 يناير في معهد "أصولي".
وذكر أبو الفضل أن المتطوعين من المليشيات الهندوسية ينضمون إلى الجيش الإسرائيلي ويقاتلون في غزة فقط من أجل "تذوق متعة قتل المسلمين".
وقال الدكتور أبو الفضل: "بعض أسوأ المجازر بحق الفلسطينيين في غزة، يرتكبها جنود هنود يعملون في صفوف الجيش الإسرائيلي. ويدعم القوميون الهندوس صراحةً ما يفعله الإسرائيليون بالفلسطينيين، ويشددون على أن "إسرائيل تلهمنا في مجال التطهير العرقي. فهذه هي الأشياء التي سنفعلها بالمسلمين في كشمير". لقد بدأت الهند بالفعل في التخطيط للإبادة الجماعية بحق المسلمين.
ويضيف كلينتش: "تأكيدًا لما قاله البروفيسور خالد أبو الفضل، فقد تزايدت في الأسبوع الماضي الاعتداءات الجسدية والمضايقات ضد المسلمين في بعض مدن الهند. في البداية افتتح رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، معبد "رام جانمابهومي ماندير" في مدينة أوتار براديش الشمالية في البلاد. وقد كان هذا المكان موقع مسجد بابري الذي يعود إلى عهد المغول".
تم تدمير المسجد في عام 1992 من قبل القوميين الهندوس، واندلعت أعمال شغب أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 2000 شخص. ونجح مودي في كسب دعم الهندوس المتعصبين المناهضين للإسلام من خلال حملاته الفعالة لإنشاء معبد هندوسي في مكان المسجد، ليقترب بذلك من السلطة.
وقد شارك في افتتاح معبد "رام" فنانون وممثلون وكتاب مشهورون في الهند، بينما قام الهندوس الذين تجمعوا في مكان الاحتفال بحرق صور مؤسس سلطنة مغول الهند "بابر شاه" ورددوا شعارات معادية للإسلام والمسلمين.
وقد كان هذا المشهد الصادم بمثابة دليل صارخ على أن العداء تجاه "بابر شاه"، الذي توفي في عام 1530، لا يزال حياً وحاضراً.
وتابع كلينتش: في سياق الأحداث الجارية، تعرضت أحياء مومباي الإسلامية، المعروفة أيضًا "باسم بومباي القيدمة" بما فيها من محلات تجارية ومنازل وأماكن عبادة ، لهجوم من قبل الميليشيات الهندوسية.
وأسفر هذا الهجوم عن تدمير العديد من المتاجر، واقتحمت المنازل، وجرت محاولات لإحراق المساجد. ولا حاجة للقول إنه حينما كانت كل هذه الجرائم والانتهاكات ترتكب، كانت شرطة مومباي تكتفي بالمشاهدة وإطلاق الصافرات.
وتعتنق الميليشيات التي تهاجم المسلمين عقيدة "الهندوتفا" وهي شكل فاشي متطرف من القومية الهندوسية. ويساهم رئيس حكومتها "ناريندرا مودي" في ازدياد سطوتها. ولا تتردد هذه الميليشيات في ارتكاب أفظع أنواع الجرائم ضد المسلمين من قتل وإحراق للمساجد، ويعرف الإرهاب الذي يمارسونه باسم "الإرهاب الزعفراني"، نسبةً إلى اللون الزعفراني الذي يميز لباسهم.
في العقد الماضي، شهدت العلاقات بين الهند وإسرائيل تطورًا ملحوظًا، حيث ارتفعت إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية". ورافق هذا التطور توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة، من الاستخبارات إلى التكنولوجيا، ومن التعليم إلى الثقافة.
ولعل أبرز ما يميز هذه الشراكة هو التشابه في منطق الاحتلال. فما فعلته إسرائيل بفلسطين أصبح بمثابة مصدر إلهام وخارطة طريق للحكومة الهندية في تعاملها مع سكانها المسلمين. سواء داخل الهند أو في كشمير، حيث تعمل حكومة مودي على تقليد حكومة نتنياهو بالكامل. وليس من قبيل الصدفة أن تقارن شمير بفلسطين، ويطلق عليها "فلسطين آسيا".
ويضيف كلينتش: "لم يكن غرضي من كتابة كل هذا هو وصف حالة المسلمين البائسة، وإنما أردت أن أصل إلى النقطة التالية:
إن مانراه اليوم في جميع أنحاء العالم يؤكد لنا أن الكفر ملة واحدة، ولهذا علينا أن نتمسك بتاريخنا وجغرافيتنا، ونعود إلى رشدنا، ونعيد بناء خريطتنا الذهنية.
وفي الختام أود أن أطرح سؤلاً أراه مهماً جداً: كم منا يعرف بابر شاه، الذي لا يزال يتعرض لكراهية الهندوس حتى اليوم، ويدرك ماذا يمثل للمنطقة الهندية؟".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!