ترك برس
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رفيق دربه حمزة داغ مرشحاً لتحالف "الجمهور" لبلدية ولاية إزمير التي توصف بأنها "قلعة العلمانية واليسارية" في تركيا، معلناً بذلك تحدياً للفوز ببلديتها التي احتكر الفوز بها حزب الشعب الجمهوري على مر سنوات طويلة.
وحمزة داغ، سياسي تركي، ولد عام 1980، كان نائبا برلمانيا سابقا. وهو أحد قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم، تقلد منصب نائب رئيس الحزب لشؤون الدعاية والإعلام، صار أحد كوادره الذين يمثلون أيديولوجيته المحافظة وصبغته الاجتماعية التقليدية.
المولد والنشأة
ولد حمزة داغ يوم 1 مارس/آذار 1980 بمنطقة دميرجي بولاية مانيسا الواقعة غرب البلاد على مقربة من ولاية إزمير، لعائلة تعود أصولها إلى قرية درجي كورن التابعة لولاية باليكسير شمال غرب البلاد، وهو متزوج ولديه 3 أبناء.
الدراسة والتكوين
درس داغ في المرحلة الابتدائية بمدرسة سيماف أتاتورك وأتمها عام 1990، وأكمل في ثانوية الأئمة والخطباء سيماف عام 1996، ثم التحق بجامعة 9 أيلول في إزمير ودرس بها تخصص الحقوق وتخرج فيها عام 2000.
وهو على اطلاع باللغتين الإنجليزية والعربية بمستوى متوسط، وقد واصل دراسة الماجستير في قسم القانون العام بمعهد العلوم الاجتماعية بجامعة تشانكايا بالعاصمة أنقرة، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".
عمله بالمحاماة
انخرط داغ في مهنة المحاماة عام 2004 حين فتح مكتبا مع زملاء له وانضم للمحامين في ولاية إزمير، بعدها شكّل مع 5 من زملائه كتلة التغيير التابعة للمحامين التي تكمن أهميتها بكونها تمنح نقابة المحامين في إزمير صوتا مميزا.
التجربة السياسية والتكوين الحزبي
بدأ داغ في العمل العام مبكرا من خلال انخراطه في اتحاد الشباب بالجامعة والأنشطة الطلابية، إضافة إلى انضمامه لعدد من المنظمات غير الحكومية.
ثم انضم لفرع الشباب في حزب العدالة والتنمية عام 2004، وتدرج في سلم المسؤوليات حتى أصبح نائب رئيس الحزب بالولاية لشؤون الانتخابات. وفي انتخابات 3 فبراير/شباط 2008 انتخب رئيسا لفرع الشباب في إزمير.
ترشح في الانتخابات النيابية عام 2018، وفاز بمقعد في البرلمان ممثلا لإزمير على قائمة "العدالة والتنمية" وخلال عضويته في البرلمان، تسلم عدة مهام منها عضويته في لجنة حقوق الإنسان وعضويته في لجنة تخطيط الميزانية.
وشغل داغ عدة مناصب في حزب العدالة والتنمية حيث أصبح عضوا في مجلس إدارة القرار المركزي للحزب، وشغل منصب نائب رئيس وحدة شؤون الانتخابات بين عامي 2014 و2017.
كما أصبح داغ نائب رئيس حزب العدالة والتنمية المسؤول عن البحث والتطوير والتدريب عام 2017، ومنذ عام 2021 وهو يشغل منصب نائب رئيس الحزب المسؤول عن الدعاية والإعلام.
وقد أعلن رئيس الجمهورية رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان اسم داغ مرشحا عن الحزب لرئاسة ولاية إزمير بالانتخابات البلدية 2024.
تحدي إزمير
تمثل إزمير تحديا سياسيا صعبا لحزب العدالة والتنمية في كل انتخابات، فهذه الولاية التي تقع على سواحل بحر إيجه، وتشكل مع إسطنبول وأنقرة مثلث الولايات الكبرى في تركيا، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة، وتقارب مساحتها 12 ألف كيلومتر مربع، ولكنها تميل تاريخيا إلى التصويت لحزب الشعب الجمهوري لأسباب أيديولوجية.
ولم يفز أي من مرشحي العدالة والتنمية منذ تأسيسه عام 2001 بمنصب رئاسة بلدية إزمير، وقد ألقى الحزب بثقله في انتخابات 2014، فقدم للمنصب مرشحا من أهم كوادره وهو بن علي يلدريم بعد نجاحه في وزارة النقل والمواصلات، وبعدما وصل البرلمان نائبا عن إزمير عام 2011، حقق عددا من الإنجازات والمشاريع التي غيرت وجه إزمير مثل القطار السريع والطرق السريعة وتقوية البنية التحتية وشبكة الإنترنت وخدمات الخطوط الجوية التركية.
ولم يحصل يلدريم في الانتخابات البلدية على أكثر من 35% من الأصوات، فاحتفظ مرشح حزب الشعب الجمهوري عزيز كوجا أوغلو بمنصبه رئيسا لبلدية إزمير وأكمل فيها 3 ولايات متتالية أعوام 2004 و2009 و2014.
وفي انتخابات 2019، قدم حزب العدالة والتنمية وزير الشؤون الاقتصادية نهاد زيبكجي، المقرب من الرئيس أردوغان، مرشحا لرئاسة بلدية إزمير، ولكن مرشح حزب الشعب الجمهوري تونش سويار فاز بـ58% من الأصوات وتولى رئاسة البلدية.
وبعدما أيقن حزب العدالة والتنمية أن الصوت المؤدلج في إزمير لا يتغير توجهه لأسباب سياسية أو خدمية، قرر أن يتخذ سبيل الاختراق الأيديولوجي ويرشح أحد كوادره الذين يعبرون عن أيديولوجيته، وهو داغ خريج مدارس إمام خطيب الدينية الشهيرة في البلاد.
ويعرف داغ بحماسه لتوجه حزب العدالة والتنمية وإيمانه بالعمق الإستراتيجي العربي للسياسة الخارجية التركية، انطلاقا من الروابط التاريخية والثقافية بين أنقرة ودول المنطقة، وقد أرسله الحزب في أبريل/نيسان 2018 على رأس وفده إلى قطر بعد الحصار الذي فرض عليها عام 2017.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!