ترك برس
أكد مؤتمر "طوفان الأحرار" الدولي في إسطنبول أن عملية "طوفان الأقصى" حق مشروع للشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضه، وأن المقاومة هي السبيل الأنسب لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
واختتم مؤتمر "طوفان الأحرار" الدولي فعالياته، يوم الأحد، في مدينة إسطنبول التركية، بجملة من المبادرات الداعمة لصمود الفلسطينيين في قطاع غزة، والتأكيد على المقاومة كخيار إستراتيجي للشعب الفلسطيني لنيل حريته.
وبحسب شبكة الجزيرة القطرية، نظم المؤتمر كل من الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وحركة إنسان ومدنيات، وجمعية البركة الدولية للإغاثة الإنسانية في تركيا، بمشاركة ممثلين من 60 دولة، وعدد من النخب الفكرية والسياسية وممثلي الحركات الشعبية من مختلف أنحاء العالم.
وفي كلمته، قال الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين منير سعيد إن المؤتمر يتوجه لأحرار الأمة والعالم، ويدعوهم لتعزيز العمل من أجل المعتقلين والأسرى، كما أكد على ضرورة العمل على إطلاق وتبني المشاريع والمبادرات التي تردع العدو وحلفائه.
كما أكد نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عصام البشير أن هذا الطوفان تحول إلى طوفان للأمة وللشباب والأجيال، جامعا كل أحرار العالم، مضيفا أن الأحداث الأخيرة كشفت "تخاذل بعض الأنظمة العربية والإسلامية"، ومؤكدا أن "ما قبل الطوفان ليس كما بعده".
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح نائب الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين زياد بومخلة أن المؤتمر جاء في إطار عملية طوفان الأقصى، التي تشمل أبعادا سياسية وثقافية ودبلوماسية، مشيرا إلى أن هذه الفعالية تهدف لتوحيد الأمة بمختلف فئاتها حول دعم المقاومة الفلسطينية، باعتبارها الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني، وللتضامن مع أهالي غزة الذين يعانون من مجازر وجرائم حرب وإبادة جماعية.
وأوضح بومخلة أن أهداف المؤتمر تشمل دعم الرواية الفلسطينية وخيار المقاومة، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة دون قيد أو شرط، بالإضافة إلى تقديم الدعم الإغاثي والإنساني للشعب الفلسطيني من خلال إطلاق سلسلة من المبادرات والمشاريع.
كما أكد على ضرورة إيجاد حركة دبلوماسية عالمية تضغط على الأنظمة العربية والإسلامية لتعزيز مواقفها تجاه الجرائم الإسرائيلية، وتحريك المؤسسات الدولية والإقليمية، لتكون أكثر فاعلية في وقف الحرب.
وخلال مداخلته في المؤتمر، شدد رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل على أن الحركة مستمرة في جهادها، وقادرة على مواصلة المعركة ضد جيش الاحتلال في قطاع غزة.
كما أكد مشعل أن المقاومة بخير، وأن الحاضنة الشعبية صامدة وملتفة حولها، مشيرا إلى أن العدو يواصل ارتكاب جرائمه وعدوانه في غزة والضفة الغربية والقدس.
ودعا مشعل إلى مواصلة الجهاد بالمال، لدعم أهل غزة ونصرة المجاهدين وكفالة عائلاتهم، وشدد على أهمية استمرار الجماهير في الشوارع بالتعبير عن غضبها أمام السفارات الإسرائيلية، واستمرار "طوفان الإعلام" في نقل الرواية الفلسطينية.
كما طالب بمزيد من الجهود القانونية لمحاسبة المجرمين الإسرائيليين، مشيرا إلى أن هناك حاجة لتشكيل جبهة سياسية عريضة "لمواجهة الصهاينة والإدارة الأميركية".
ومن جانبه، قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، في كلمة بالمؤتمر، "حماس ليست فقط في غزة، بل هي في إسطنبول وفي كل بقعة في العالم وبلاد المسلمين"، مؤكدا أن هذه الرسالة المهمة تخرج من المؤتمر إلى الغرب "الواقف ضد المقاومة وغزة"، والذي أراد قادته أن "يدمّروا حماس والمقاومة".
وأضاف أبو زهري أن حماس وبعد 7 أشهر مستمرة بالقتال، ولا تزال يدها هي العليا، وأنها تصنّع السلاح خلال المعركة، وأنها "بقيادتها وسلاحها وأنفاقها بخير".
وناقش المؤتمر العديد من القضايا المتعلقة بفهم الأحداث التي ترتبت على عملية طوفان الأقصى، في سبيل دراسة ووضع الخطط وإطلاق المبادرات التي من شأنها العمل على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لا سيما بعد الدمار الهائل الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه.
وبحث المشاركون المسار والأبعاد الحضارية لـ"طوفان الأقصى"، وانعكاسات الطوفان على الوضع الإنساني في فلسطين، والأدوار المطلوبة ما بعد المعركة.
وأوضح نائب الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين زياد بومخلة، للجزيرة نت، أن المبادرات والمشاريع التي أطلقها المؤتمر تتنوع بين الطابع السياسي والإنساني، وأن من بينها تشكيل لجنة دولية تضم نخبة من أنصار القضية الفلسطينية وأحرار العالم، تهدف إلى وقف عاجل لإطلاق النار في غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية.
كما أشار إلى وجود حملة عالمية لمقاطعة بضائع الاحتلال والدول الداعمة له، تم إطلاقها قبل 3 أشهر، ويُسعى الآن لتحويلها إلى فرق عمل منظمة لتحقيق هذا الهدف ومحاصرة العدو اقتصاديا، بجانب ذلك، أطلق الائتلاف مشاريع إغاثية تتضمن تبني آلاف أسر الشهداء في غزة، وإعادة تأهيل المؤسسات المدمرة، مثل المستشفيات والبلديات والمرافق العامة.
وأضاف بومخلة أن من ضمن المشاريع التي تم إطلاقها مشروع "الناجي الوحيد" الذي يهدف لدعم الأفراد الذين فقدوا جميع أفراد عائلاتهم في الحرب، بالإضافة لمشروع إمداد غزة بالطاقة البديلة، من خلال تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، كما تم إطلاق مشروع "الإيواء العاجل" الذي يسعى لتوفير حوالي 20 ألف كرفان (بيت متنقل) لإيواء أهالي غزة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من ناشطين وحقوقيين مدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما عكس الاهتمام الدولي المتزايد بالقضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، قال الناشط الحقوقي الإندونيسي رافي سوكارنو، للجزيرة نت، إن الوعي المتزايد بالقضية الفلسطينية "يقترب من النضوج"، مشددا على ضرورة استغلال هذه الحالة وتنظيمها في إطار يدعم مصالح الشعب الفلسطيني بشكل فعّال.
وأشار سوكارنو إلى أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية عالمية إنسانية، ثم إسلامية وعربية، موضحا أنها تحرك وجدان كل من يمتلك ضميرا وشعورا بضرورة تحقيق العدالة.
وأضاف أن هذا المؤتمر يعد خطوة مهمة في سبيل تعزيز التضامن الدولي مع فلسطين، داعيا إلى ضرورة تفعيل الجهود المشتركة بين الناشطين والحقوقيين حول العالم، لتحقيق المزيد من الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!