ترك برس
استعرض تقرير للإعلامي التركي توران قشلاقجي، تحليلاً حول تأثير استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على الصراع الفلسطيني، ودور القوى الإقليمية والدولية في هذا السياق، مبرزا الحاجة إلى وحدة العمل بين الدول الإسلامية لمواجهة التحديات الحالية.
ويعرض التقرير الذي نشرته صحيفة القدس العربي كيف أن استشهاد إسماعيل هنية يعكس روح الشهادة والتضحية التي تجسدها المقاومة الفلسطينية. ويربط بين هنية والنبي إسماعيل عليه السلام، ويشير إلى أن هذه الروح لن تموت، وأن المقاومة ستستمر من خلال القادة الجدد.
ويلفت التقرير إلى أن اغتيال هنية قد يكون له تأثيرات واسعة على الصراع في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التوترات بين إيران وإسرائيل، مسلطا الضوء على حجم التغلغل الداخلي في إيران وتأثير ذلك على دعمها لفلسطين، ويطرح تساؤلات حول التردد الإيراني وتبعات ذلك على الاستقرار الإقليمي.
وفيما يلي نص التقرير:
في هذه البقعة الجغرافية من الأرض، الطرق معروفة بأنها طويلة وضيقة. فعندما يتحد الحب مع الشهادة، تقصر الطرق ويكون الهدف قد تحقق. يجب أن نعرف كيف نضحي على طريقة إسماعيل. لهذا السبب، من الضروري إحياء روح الشهادة والجهاد من أجل إحياء هذه المنطقة، التي تعرضت لمؤامرات كبرى وألعاب إمبريالية على مدى سنوات طويلة. يبدو أن هذه الحرب ستستمر طويلاً، وهناك الكثير من المهام على عاتق أبناء هذه المنطقة الحقيقيين، في ما يخص مواجهة المنافقين والصهاينة والقوى الإمبريالية.
استشهاد قائد حماس إسماعيل هنية يجسد معنى التضحية، كما فعل النبي إسماعيل عليه السلام. هذه الأرض لن تخلو من أمثال إسماعيل، فهم سيكونون موجودين دائما. أرض فلسطين خصبة، تنجب القادة باستمرار وستستمر في ذلك. قادة المقاومة يمثلون مشروع شهادة، وهنية هو القائد التاسع الذي يستشهد من قادة حماس. المقاومة هي حركة تحرير ولا تتوقف بموت أحد قادتها، فكل قائد جديد يضيف لبنة في بناء التحرير.
لقد هز استشهاد هنية العالم الإسلامي من ماليزيا إلى المغرب، وأيضاً العالم الحر. وفي تركيا، ندد الناس من جميع الأطياف بهذا الهجوم الهمجي والوحشي. في 81 ولاية تركية، رفعت الأدعية وأقيمت صلاة الغائب في المساجد المركزية. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها: «ندين اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في هجوم غادر في طهران. ونعرب عن تعازينا للشعب الفلسطيني الذي استشهد مئات الآلاف منه، مثل هنية، في سبيل العيش بسلام في وطنه تحت سقف دولته. لقد ثبت مرة أخرى أن حكومة نتنياهو لا تنوي تحقيق السلام. ويهدف هذا الهجوم أيضا إلى نشر الحرب في غزة على المستوى الإقليمي. وإذا لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف إسرائيل، فإن منطقتنا ستواجه حتما صراعا أكبر. وستواصل تركيا دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني».
عدو حماس ليس فقط الولايات المتحدة وإسرائيل؛ بل هناك العديد من الأنظمة المنافقة التي تعادي حماس لأنها تحافظ على روح المقاومة والجهاد بين المسلمين. من يدري، ربما تعرض هنية للقتل بسبب الخيانة نفسها التي قتلت الفلسطينيين. دون خيانة، لم يكن من الممكن تنفيذ مثل هذا الاغتيال. إذا كانت إسرائيل الصهيونية لم تتمكن من اغتيال قادة حماس في أصغر منطقة في العالم منذ نحو 10 أشهر، وهي التي تقصف المواقع في سوريا ولبنان والعراق واليمن، والآن في العاصمة الإيرانية طهران، فإني لا أستطيع حتى التفكير في مدى التغلغل والحصار الداخلي الذي تعاني منه إيران. هل من الممكن أن يكون هذا الحصار الداخلي هو الذي يمنع إيران من دعم فلسطين؟ إيران تأمل في أن تمر غيوم الحرب الحالية دون أن تتطور إلى صراع شامل، لأنها، مثل أي دولة أخرى، تريد أن تكمل مشروعها وتعيش كدولة.
لكن إيران إما لا تدرك، أو تدرك ولكن تتجاهل، أن هذه الحرب قد أخرجت المنطقة من مرحلة الاستقرار الجيوسياسي. بالنسبة لإسرائيل وحلفائها والولايات المتحدة، لن تعود المنطقة إلى نقطة الاستقرار إلا بعد التخلص الكامل من كل القوى التي تعيق مشروع صهينة الشرق الأوسط. لذلك، حتى لو كانت إيران تريد تجنب المواجهة، فسوف يتم إدخالها فيها عنوة. سلوك إيران والقوى التابعة لها، خاصة «حزب الله»، يشير إلى وجود تردد وخوف. إن حرباً واسعة النطاق مقبلة لا محالة، سواء بسبب تأثير نتنياهو أو بسبب ترامب، ولن تفلت إيران منها، لأن هذه هي وجهة نظر صناع القرار الصهاينة والأمريكيين. المشروع الذي كان مؤجلاً لعقود أصبح ممكناً اليوم، والثمن الذي ستدفعه أمريكا وإسرائيل ومن يتحالف معهما من العرب للتخلص من المحور كله، أصبح الآن أفضل من تأخير هذا المشروع لعقود أخرى. أولئك الذين لا يفهمون ولا يدركون هذا الأمر ويواصلون الانتظار، يستحقون كل شيء.
ختاما: الوقت حان لكي تتحد الدول الإسلامية ضد إسرائيل التي هاجمت 6 دول إسلامية في يوم واحد بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية. فلم يعد الكلام وحده كافياً؛ بل حان وقت الوحدة والمقاومة. من أجل تحرير فلسطين، لا يزال أمام أبناء هذه المنطقة الحقيقيين الكثير من العمل في مواجهة الصهاينة والقوى الإمبريالية وكذلك المنافقين في دول الإقليم. استشهاد إسماعيل هنية يظهر أن المقاومة لن تتوقف أبداً، وأن كل قائد جديد سيقدم مساهمات للنضال من أجل الحرية. يجب على دول مثل تركيا وقطر، أن تتحرك بطريقة مشتركة مع دول مسلمة أخرى مثل إندونيسيا وماليزيا وباكستان، وبدعم من روسيا والصين، في اتخاذ خطوات لوقف إسرائيل الصهيونية. يجب على الشعوب المسلمة اتخاذ خطوات واقعية من أجل غزة دون انتظار انتفاضة شاملة ضد الأنظمة المنافقة. هذا الوقت ليس وقت الكلام بل هو وقت العمل والفعل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!