ترك برس
في مقال نشرته صحيفة يني شفق، يعرض الكاتب الصحفي التركي أرسين جليك نقدًا حادًا للتشابه بين سياسات إسرائيل والأيديولوجيات المثلية، مشيرًا إلى أن كليهما يشتركان في استراتيجيات تهدف إلى فرض سيطرتهما على المجتمع وإضعاف القيم التقليدية.
يشير جليك إلى أن إسرائيل، من خلال سياساتها الاستعمارية والاحتلالية، تُظهر تجاهلًا تامًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، مماثلاً لما يراه في انتشار الأيديولوجية المثلية التي يسعى إلى فرضها على المجتمعات بطريقة تتجاوز القيم التقليدية وتدمر النسيج الاجتماعي.
يؤكد جليك أن هناك أوجه تشابه ملحوظة بين الطريقة التي تستخدم بها إسرائيل قوتها العسكرية والسياسية لفرض هيمنتها على الفلسطينيين وبين الطريقة التي يستخدم بها الداعمون للمثلية الجنسية وسائل الإعلام والدعاية لتعزيز نمط حياتهم وكسب التأييد العالمي.
ويربط بين تبني الأيديولوجيات المثلية والنفوذ اليهودي في الأوساط الثقافية والفكرية، ويعتبر أن هذه الأيديولوجيات تُستخدم لفرض تغييرات ثقافية واجتماعية واسعة النطاق، مطالبا باتخاذ خطوات أكثر وضوحًا وحزمًا من قبل دول مثل تركيا وروسيا لمواجهة هذه الأيديولوجيات.
وفيما يلي نص المقال:
عندما أفكر في نقاط التشابه بين إسرائيل وانتشار المثلية الجنسية، وأقوم بوصل الأجزاء معًا، أصاب بالذهول. فالمثلية الجنسية والاحتلال الإسرائيلي هما وجهان لعملة واحدة، حيث يمثلان نفس الأساليب المرضية في تجاهل بقية العالم، ويستخدمان أساليب متشابهة لتحقيق أهدافهما.
قد يقول البعض: "ما علاقة المثلية الجنسية بإسرائيل؟"، أرجو أن تقرؤوا بهدوء.
في باريس، كان توماس جولي، الذي نظم دعاية المثليين الفاضحة في افتتاح الألعاب الأولمبية، يهوديًا، وهذا مجرد تفصيل. وكذلك الفيلسوفة جوديث باتلر، التي تروج لكل أنواع الانحرافات الجنسية بما في ذلك الولع الجنسي بالأطفال وزنى المحارم وتعتبر هذه الأفعال أموراً طبيعية، والتي تباع كتبها بالملايين حول العالم، هي أيضًا يهودية. وحتى إريك فروم، ويورغن هابرماس، وماكس هوركهايمر، وهم مفكرون يهود مشهورون، هم من قاموا في السبعينيات بإزالة ومحو القيم التقليدية من التعليم في أمريكا وفتحوا الباب أمام التيارات المنحرفة.
من ناحية لدينا إسرائيل المحتلة والقاتلة التي بنيت على أساس الفكر الصهيوني الذي لا يعترف بأي قواعد أو مبادئ. ومن ناحية أخرى، لدينا أيديولوجية المثليين التي تفرض الشذوذ على كل ما هو طبيعي. كلاهما مدمران، وكلاهما يخربان النظام، وكلاهما يدمر الحياة، ونقطة انطلاقهما واحدة. لقد رأينا أن أيديولوجية المثلية الجنسية، شأنها شأن الصهيونية، قد اكتسبت درعًا من الحصانة في العالم المعاصر.
وكما أن اليهود، بعد عام 1908، تبنوا سياسة استيطانية ممنهجة في فلسطين، واحتلوا القرى ومنحوا أنفسهم صفة المستوطنين، وأسسوا دولة إسرائيل عام 1948، كذلك بدأ المثليون في الستينيات ثورات ضد التمييز في أمريكا، وحصلوا بسرعة على حقوق المثليين في الدول الأوروبية والولايات المتحدة. واليوم، يُعتبر انتقاد إسرائيل معاداة للسامية، كما أن اعتبار المثلية مرضًا أو انحرافًا يعد جريمة كراهية.
اليوم، يمكن لأي يهودي أن يستولي على منازل الفلسطينيين ولا أحد يمنع هذا الاحتلال، وتدعم إسرائيل هذا النظام قانونيًا، وكذلك يُسمح للمثليين في العديد من الدول الغربية بأن يتبنوا الأطفال قانونياً رغم أنهم لم ينجبوهم ولن يتمكنوا من ذلك أبداً.
إن أوجه الشبه كثيرة جداً، من ناحية لدينا نظام المثليين الذي يهدف إلى تدمير هوية الأطفال والشباب الجنسية، ومن ناحية أخرى، لدينا دولة الإرهاب الإسرائيلية التي تستخدم كل قوتها وتبذل قصارى جهدها لقتل الأمهات والشباب والأطفال في غزة.
لقد استهدف الفكر الاستعماري الصهيوني البشرية جمعاء بشكل صريح من خلال الإبادة الجماعية في غزة. أما فرض الأيديولوجية المثلية، فهو يهدف إلى القضاء على الأجيال القادمة تدريجياً عبر إبادة جماعية ناعمة من خلال استهداف النسيج الأسري في جميع أنحاء العالم. تسعى الفكرة الصهيونية إلى تحييد "الغويم"، أي جميع الشعوب غير اليهودية، لضمان عدم تهديدهم لمصالحها. وتهدف الأيديولوجية المثلية إلى القضاء على مؤسسة الأسرة من خلال الترويج لنمط حياة مثلي. فبتوقف الإنجاب، يكتمل مشروع الإبادة الجماعية. وتشير الأرقام المتعلقة بانخفاض معدلات النمو السكاني وارتفاع معدلات الشراكات المثلية والعزوبة إلى نجاحهم في ذلك.
ويتفق الفكر الصهيوني واللوبي المثلي في نقطة أخرى وهي استخدام الدعاية السينمائية لنشر أفكارهما وتوسيع نطاق تأثيرهما، حيث يصورون أنفسهم على أنهم ضحايا أبرياء. وقد نجحت أفلام الهولوكوست التي تروج لها إسرائيل، وكذلك المثلية الجنسية من خلال المحتوى الذي تقدمه منصات مثل نتفليكس والذي يشجع على نمط الحياة المثلي، في التأثير على الأجيال الشابة.
ما أود توضيحه هو أن إسرائيل تسعى إلى القضاء على العالم، وأن مجتمع المثليين يسعى إلى القضاء على الإنسانية. يبدؤون هذا الأمر من خلال التظاهر بالظلم والاضطهاد، ثم يمارسون احتلالهم الجسدي والفكري. إن تصوير العشاء الأخير للمسيح من خلال شخصيات "دراغ كوين" في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، تحت شعار "نريد الحب فقط، ونريد حقنا في الحياة، ونريد تقبل وجودنا فقط"، هو بمثابة إعلانهم الحرب ضد المقدسات والقيم والقوانين، وإظهار لمدى عدائهم لها، حيث تحدَّت الأيديولوجية المثلية الأديان والمقدسات، تماماً كما فعلت إسرائيل من خلال الإبادة الجماعية في غزة،
فهل سيتمكن العالم من التحرر من قبضة هذين الأخطبوطين السامين؟ إن ردود الأفعال المسيحية على العرض المشين في باريس الذي أقيم في ظل الإبادة الجماعية، تعتبر بمثابة إشارة تحذير. لكني لست متفائلاً إلى هذا الحد، فقد استسلم الغرب لأيديولوجيا المثلية الجنسية. فهل سيتمكن الناس من فتح أعينهم؟ وهل سيرون العقل الصهيوني مختبئاً وراء هذا المشهد؟ لست واثقاً من ذلك. أعتقد أن روسيا وتركيا يجب أن تتخذان إجراءات اجتماعية أكثر وضوحًا وحزمًا للتعامل مع هذه المشكلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!