ترك برس
استعرض مقال للكاتب والمحلل التركي إسماعيل ياشا، إمكانية عودة أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل الحالي ورئيس الوزراء التركي سابقا، إلى حزب العدالة والتنمية الذي كان عضوًا مؤسسًا فيه، وكيف يمكن أن تؤثر هذه العودة على المشهد السياسي التركي.
وسلط المقال الذي نشرته صحيفة عربي21 الضوء على الأسباب التي قد تدفع داود أوغلو للعودة إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، بالإضافة إلى تداعيات هذه العودة على الحزب وعلى السياسة التركية بشكل عام. وتناول أيضًا ردود الفعل المحتملة من داخل الحزب وخارجه.
وقدم الكاتب في مقاله تحليلات حول الوضع السياسي الحالي في تركيا، وكيف يمكن أن تؤثر عودة داود أوغلو على التحالفات السياسية والصراعات الداخلية داخل حزب العدالة والتنمية.
وفيما يلي نص المقال:
نقلت وسائل إعلام تركية يوم الأحد، عن النائب مصطفى نديم يامالي، قوله إن حزب المستقبل الذي ينتمي إليه، يجري مباحثات مع حزب العدالة والتنمية للانضمام إليه. وذكر يامالي، وفقا لتلك التقارير الإعلامية، أن المباحثات مع حزب العدالة والتنمية تجري بعلم رئيس الحزب، أحمد داود أوغلو، ومباركته، وأن داود أوغلو هو الذي سيتخذ القرار النهائي، مضيفا أنهم في حال قرروا الانضمام إلى حزب العدالة والتنمية، سينضمون إليه جميعا بمن فيهم داود أوغلو.
النائب ذاته نفى بعد يومين بعض ما ورد في تلك التقارير، وقال إنه لم يقل على الإطلاق "إن لم ينضم داود أوغلو إلى حزب العدالة والتنمية فأنا أيضا لن أنضم إليه". وأضاف، فيما نقل عنه الصحفي سنان برهان، أنه لا يدري ما الذي سيكون قرار داود أوغلو، وأن قرار داود أوغلو يخص رئيس حزب المستقبل نفسه، وأنه شخصيا مستعد للانضمام إلى حزب العدالة والتنمية ولقاء رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان الذي قال إنه "يحبه ويقدِّره ويدعمه".
هناك حديث يدور في الكواليس السياسية والإعلامية حول استعداد عدد من نواب حزب المستقبل وآخرين سبق أن استقالوا من الحزب الجيد، للانضمام إلى حزب العدالة والتنمية في الأيام القادمة. وزعم صحفي معارض أن ثلاثة من النواب الذين استقالوا من الحزب الجيد وثلاثة آخرون من نواب حزب المستقبل يتوقع انضمامهم إلى حزب العدالة والتنمية. كما صرح نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، حمزة داغ، أن هناك عددا من النواب ورؤساء البلديات سينضمون إلى حزب العدالة والتنمية الذي يحتفل بالذكرى الــ23 لتأسيسه بشعار "حزب العدالة والتنمية عنوان الأمل والمستقبل والإجراءات".
النائب عن حزب المستقبل، سليم تمورجي، من الأسماء المتداولة في قائمة النواب الذين يتوقع انضمامهم إلى حزب العدالة والتنمية. وكان تمورجي أعلن في برنامج تلفزيوني قبيل الانتخابات المحلية الأخيرة، أنه سيصوت لمرشح حزب العدالة والتنمية مراد قوروم، وأنه يراه الأفضل لرئاسة بلدية إسطنبول. كما اجتمع تمورجي مع أردوغان قبل حوالي شهر في لقاء مفاجئ أثار تكهنات حول احتمال انضمامه إلى حزب العدالة والتنمية. وكان داود أوغلو استبعد آنذاك هذا الاحتمال، وأضاف قائلا إنه هو أيضا مستعد للقاء أردوغان.
داود أوغلو، في أول تعليقه على التكهنات الأخيرة حول احتمال انضمام نواب حزب المستقبل إلى حزب العدالة والتنمية، قال إنهم لم يؤسسوا الحزب ليكون عربة في قطار أحد. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده، أمس الثلاثاء، في مقر حزب المستقبل مع ضيفه رئيس الحزب الجيد، مساوات درويش أوغلو، وصف تلك التكهنات بــ"الكذب المرضي" الذي لا وقت لديه للرد عليه. إلا أنه استدرك قائلا إن حزب العدالة والتنمية ليس ببعيد عنه، مدَّعيا بأنه يرى مدى قلق المحافظين في حزب العدالة والتنمية، وأنه مستعد لفعل كل ما يجب فعله من أجل هؤلاء.
حزب المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو حصل في الانتخابات البرلمانية على 10 مقاعد في البرلمان بفضل تحالفه مع حزب الشعب الجمهوري، وفي مقابل دعم مرشح الأخير، كمال كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية. إلا أن نتائج الانتخابات المحلية التي أجريت بعد ذلك، أظهرت حقيقة شعبيته في الشارع التركي، إذ لم يستطع حزب المستقبل أن يحصل فيها سوى على 0,07 بالمائة فقط من أصوات الناخبين. كما أن هناك استياء في صفوف المؤيدين لداود أوغلو من اصطفاف حزب المستقبل مع أحزاب المعارضة؛ التي تصف حركة حماس بــ"منظمة إرهابية" وتحرض الشارع التركي ضد اللاجئين السوريين.
الظاهر من تسلسل التصريحات والتحركات التي تشهدها الساحة السياسية التركية؛ أن داود أوغلو قام بجس النبض لمعرفة مدى إمكانية عودته إلى حزب العدالة والتنمية، إلا أن النتيجة جاءت سلبية. وقد ينضم بعض نواب حزب المستقبل إلى حزب العدالة والتنمية، إلا أن أبواب الأخير مغلقة أمام عودة داود أوغلو، ومن المستحيل أن يعطي أردوغان ضوءا أخضر لعودة رئيس حزب المستقبل إلى حزب العدالة والتنمية.
داود أوغلو كان يتوقع أن يحصل حزب المستقبل برئاسته على نسبة كبيرة من أصوات الناخبين المؤيدين لحزب العدالة والتنمية، إلا أن الأيام أثبتت أنه أخطأ في حساباته. وبعد الانتخابات المحلية عاتب كوادر حزب المستقبل، مدَّعيا بأن شعبيته هو أكثر بكثير من النسبة المتدنية التي حصل عليها الحزب. ويبدو أنه ما زال يعتقد أنه يتمتع بشعبية واسعة في صفوف حزب العدالة والتنمية، ولكن الحقيقة تشير إلى خلاف ذلك، وتقول إن الأغلبية الساحقة منهم يرفضون عودته إلى الحزب بعد أن فقد جميع رصيده لدى المؤيدين لأردوغان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!