ترك برس

قال مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للأمن القومي، في الفترة 2017- 2018، الجنرال إتش آر ماكماستر، إن الوقت قد حان لنقل بلاده وجودها العسكري من تركيا.

جاء ذلك في كتابه بعنوان "الحرب على أنفسنا: جولتي في البيت الأبيض في عهد ترامب"، الكثير من الخبايا حول العلاقة بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ولم يذكر ماكماستر بشكل مباشر في كتابه مسألة انسحاب واشنطن من قاعدة إنجرليك العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو" في تركيا، لكنه ألمح إلى أنه تم التحضير لسحب الصواريخ النووية من القاعدة في عام 2018 بسبب التدهور الشديد في العلاقات.

وقال في كتابه: "اقترحت أن نحسن استراتيجيتنا تجاه تركيا مع التركيز على هدف متواضع يتمثل في منع الانهيار الكامل، وأيضًا تطوير خطط طوارئ لأسوأ السيناريوهات، بما في ذلك نقل الوجود العسكري الأمريكي من تركيا".

وتابع: "بعد سنوات، عندما قال أردوغان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد الهجمات المروعة على إسرائيل، إن حماس ليست منظمة إرهابية، بل 'منظمة تحرير'، اعتقدت أن الوقت قد حان لإعادة النظر في هذه الخطة من قبل مجلس الأمن القومي"، بحسب ما نقله تقرير لموقع "عربي 21".

جدير بالذكر أن هناك وجوداً عسكرياً لا بأس به للولايات المتحدة الأمريكية، على الأراضي التركية، وتتمثل في قواعد عسكرية منها متخصصة بالرادارات، وأخرى قواعد جوية، فيما بعض ضمن إطار التحالف بين أنقرة وواشنطن تحت مظلة حلف شمال الأطلسي "ناتو".

على مدار سنوات لعبت قاعدة إنجرليك العسكرية دوراً مهماً في الحروب الأمريكية بالمنطقة، فضلاً عن الدور البارز الذي قامت به في الحرب على الإرهاب، حيث إنها تعتبر بمنزلة قاعدة جوية لحلف الناتو في تركيا، وتستخدم بشكل أساسي من قبل القوات التركية والأمريكية.

من هو ماكماستر؟

أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب في شباط/ فبراير 2017 تعيين الجنرال هربرت ريموند ماكماستر، مستشارا للأمن القومي الأمريكي٬ الذي شارك في احتلال العراق وأفغانستان وفي حرب الكويت.

وُلد في 24 تموز/ يوليو 1962 في فيلادلفيا، بنسلفانيا، وتخرج من أكاديمية ويست بوينت العسكرية عام 1984.

ويحمل ماكماستر شهادة دكتوراه في التاريخ العسكري من جامعة نورث كارولاينا، حيث كتب أطروحته حول حرب فيتنام، التي نُشرت في كتابه الشهير "إهمال المهمة"، والذي يركز على تحليل السياسات التي قادت إلى الحرب، مسلطًا الضوء على دور الرئيس ليندون جونسون، ووزير دفاعه روبرت ماكنامارا.

شارك الجنرال ماكماستر في حرب الخليج الأولى عام 1991، وقاد فرقة الصقور. ثم عاد إلى العراق في عام 2004 لقيادة الفرقة المدرعة الثالثة، المكلفة بتأمين مدينة تلعفر.

كما أن الجنرال ماكماستر اتهمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إحدى مكالماته الهاتفية مع ترامب، بأنه يعرقل ويؤجل اتصالاته مع ترامب عمدًا، ليرد ترامب للرئيس التركي بأنه سيوفر له الرقم الشخصي الخاص به.

شهادة سابقة

 في عام 2010، تم اختياره نائبًا لقائد التخطيط في قوة المساعدة الأمنية الدولية في كابول، أفغانستان. وأطلق عليه الجنرال المتقاعد ديف بارنو، الذي قاد قوات للتحالف في أفغانستان بين عامي 2003 و2005، لقب "مهندس مستقبل الجيش الأمريكي" في مقال كتبه عنه.

يشار إلى أن شهادة ماكماستر عن علاقة ترامب وأردوغان لم تكن الأولى من نوعها، ففي حزيران/ يونيو 2020 كشف المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي جون بولتون في كتابه "الغرفة التي شهدت الأحداث" الكثير من أسرار "المطبخ" الداخلي لإدارة ترامب وموقفه من العديد من القضايا وطريقة تعامله غير الاعتيادية مع قضايا دولية حساسة ومعقدة.

وتحدث بولتون في كتابه عن العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة خلال فترة وجوده في المنصب وكيفية تعامل ترامب مع الطلبات المتكررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول بنك خلق التركي و فتح الله غولن والمقاتلين الأكراد في سوريا.

وقدم الكتاب صورة مفصلة عن كيفية نجاج أردوغان في الوصول إلى ما يبتغيه من الإدارة الأمريكية في كل القضايا التي تقع تحت سلطة ترامب المباشرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!