كوتولوش تاييز - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
لقد انتشرت في الأيام الماضية اخبار وتعليقات وبرامج تلفزيونية ناقشت وما زالت تناقش كيف ومتى ومالذي يجب على رئيس الجمهورية التركية اردوغان تكلمه في أوقات وأماكن معينة ومختلفة. الأحزاب والكتل السياسية المعارضة لحزب العدالة والتنمية مدعومة بوسائل الإعلام المختلفة من الصديق والعدو والقريب والبعيد خاضوا في شخص اردوغان وفي كل ما يمكن ان يخوضوا به، ومما أكثروا التوقف عليه هو كلامه وما يصدر عنه من تصريحات او ما يلقيه من محاضرات وكل ما يقوله، فقد عمدوا الى تقييم كلامه كلٌ بميزانه، فترى المنصف والظالم، والمهذب والفظ، وجميل والقبيح، وترى من كل أصناف القضاة يدلون بآرائهم. لكن الذي يغفل عنه معظم هؤلاء ان الذي يخاطبونه هو مقام رئيس الجمهورية، وان هذا المقام يحتفظ بمكانه خاصة به وجب التزام اخلاق وآداب معينة عند مخاطبته، لكن معظم القوم نسو وتناسوا ذلك ليخوضوا فيما لا يحق ان يخوضوا به.
عندما أحاول قرائه حقيقة ما يحدث أرى ان المحرك الأساسي لهذه الأفعال هو النية الحسنة والدافع الصادق من اجل دراسة موضوعية كما يعتقد أصحابها للأحداث ومحاولة ادلاء اراء وحلول هم يرونها نافعة، او قد يكون الدافع هو النقيض التام مما سبق، ويأتي هذا التقييم لكلام اردوغان في سياق تحليلات نتائج الانتخابات، حيث يرام معظم المحللين ان من أسباب تراجع حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الخيرة هو الدور الذي لعبه أردوغان في الحملة الانتخابية، فيرى قسم منهم ان كلامه ودوره كان سلبيا ويكيل بذلك الاتهامات لاردوغان بانه كان يجب عليه ان يفعل كذا بدل كذا وان لا يفعل كذا بدل كذا، اما المجموعة الأخرى فيرون دور اردوغان إيجابي ويصفونه بالفعال ويطالبونه بالمزيد في كذا وكذا.
وأقول هنا: ما الذي دار بأذهانهم ليعتقدوا ان بإمكانهم او من حقهم ان يضعوا القوانين ويسردوا قوائم الالتزامات التي يريدون لرئيس الجمهورية الالتزام بها؟ وما الذي جعلهم يعتقدون ان بإمكانهم خلق مثل هذا النوع من الضغوطات على مقام رئيس الجمهورية؟ ألا يرون ان كلام الرئيس وجلوس الرئيس وسكوت الرئيس هو سلوك ينبع من فخر ودعم الملايين؟ ألا يعتقدون ان من حق الرئيس الذي انتخبته الملايين بالتكلام والتعبير عمّا يخلج في خاطر هذه الجموع الغفيرة؟
منذ فترة طويلة واردوغان هدف لوسائل الاعلام المحلية والعالمية، فهم يتابعون كل تحركاته وسكناته وخلجاته، ثم يناقشون كل كلماته وحركاته ويضعونها تحت المجهر ليحللوا ما يروق لهم في إطار انتاج نوع من أنواع الضغط على اردوغان. في ملاحقة إيماءاته وتعبيرات وجهه يريدون ان يحجّموا من مقامه، لكن خابوا وخسروا، ولهم أقول: أتركوكم مما تكلم او اين تكلم ولماذا تكلم، وتركوه يجسّد إرادة شعبه...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس