ترك برس

أعلنت تركيا الشروع في بناء منشأة جديدة للصناعات الدفاعية بولاية قهرمان مرعش، جنوبي البلاد، وستتبع لشركة "توساش" التي تعرضت لهجوم إرهابي في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت من قبل تنظيم "بي كا كا".

وأعلنت "توساش" عن بدء العمل على بناء منشأة جديدة للطيران والدفاع في مدينة كهرمان مرعش، بجوار مطار المدينة، والتي ستصبح أكبر منشآت الشركة في تركيا.

تأتي هذه الخطوة ضمن إستراتيجية توساش لتعزيز دورها الرائد في قطاع الطيران والصناعات الدفاعية، وزيادة مساهمتها في دعم الاقتصاد المحلي.

وكانت الشركة قد أنشأت أول مجمع صناعي رئيسي لها في منطقة كهرمان كازان بالعاصمة أنقرة.

وتبلغ مساحة الأرض المخصصة للمنشأة الجديدة 584 هكتارا، متفوقة بذلك على مساحة مجمع كهرمان كازان الذي يغطي 400 هكتار، مما يجعلها المنشأة الأكبر التابعة لشركة توساش في مجال الصناعات الدفاعية، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".

وأفاد وزير الزراعة والغابات التركي السابق والنائب عن حزب العدالة والتنمية في كهرمان مرعش، وحيد كيريشجي، عبر حسابه على منصة إكس، بأن الموافقات اللازمة تم الحصول عليها، وبدأت فعلا أعمال التخطيط العمراني للموقع، معربا عن أمله أن يكون هذا المشروع مباركا ومفيدا للمدينة.

وأوضح كيريشجي قائلا "توساش تتقدم بخُطًا ثابتة لتعزيز البنية التحتية للطيران والدفاع في تركيا، وهذا الاستثمار يعد خطوة محورية ليس فقط في تعزيز موقع تركيا في هذه الصناعات، بل أيضا في توفير فرص عمل للشباب ودعم الاقتصاد المحلي".

وبجانب موقعها الإستراتيجي بالقرب من مطار كهرمان مرعش، سيوفر هذا المجمع اللوجستي الجديد لشركة توساش مزايا هائلة على صعيد النقل والاختبارات الجوية.

وستتيح المنشأة أيضا تسهيلات مهمة فيما يتعلق بإجراء اختبارات الطيران، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويسهم في توسيع قدرات الصناعات الدفاعية التركية.

وبحسب وسائل إعلام تركية، ستساهم المنشأة أيضا في رفع مستوى صادرات كهرمان مرعش، حيث ستشمل عمليات الإنتاج فيها تصنيع قطع غيار الطائرات، والطائرات بدون طيار، والمروحيات، مما يعزز من قدرة المدينة على التصدير وتنافسها في الأسواق العالمية.

جهود تنموية

ويأتي هذا المشروع استكمالا لخطوات توساش السابقة، حيث بدأت الشركة بإقامة منشأة إنتاج مؤقتة في منطقة ترك أوغلو بكهرمان مرعش، والتي افتُتحت في 22 فبراير/شباط الماضي، كجزء من خطة الاستثمار والتنمية في المدينة استجابة لدعوات إعادة الإعمار بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في 6 فبراير/شباط 2023.

وقد بادرت رئاسة الصناعات الدفاعية التركية بإطلاق حملة استثمارية واسعة لدعم اقتصاد المناطق المنكوبة، مما شجع توساش على تأسيس هذه المنشأة الجديدة بالتعاون مع غرفة تجارة كهرمان مرعش، التي ساهمت بتخصيص أراض إضافية لتسريع عمليات البناء.

وتعزز توساش أيضا مشاركة المجتمع المحلي من خلال دعوة المواطنين للاستثمار في هذا المشروع، إذ أطلقت غرفة تجارة كهرمان مرعش دعوة للمستثمرين للمساهمة بتأسيس شركات خاصة في المنطقة بمبالغ تبدأ من ألف دولار.

ويهدف المشروع إلى توفير آلاف فرص العمل لأبناء المنطقة، مع التزام توساش بتأهيل وتدريب الكوادر المحلية من خلال معهد توساش-إيرباص التقني، الذي أُنشئ بالشراكة مع جامعة الاستقلال في كهرمان مرعش، لرفد القطاع بمهارات محلية متخصصة.

وفي إطار خطط توساش الطموحة، أعلن رئيس الصناعات الدفاعية التركية، خلوق جورجون، خلال افتتاح مصنع ترك أوغلو، أن الهدف هو استكمال بناء المنشأة الكبرى خلال السنوات الأربع المقبلة.

وستتخصص المنشأة في إنتاج قطع غيار للطائرات، والطائرات بدون طيار، والمروحيات، مما يجعلها من بين أهم مراكز الصناعات الدفاعية التركية ويعزز من قدرات تركيا في هذا القطاع الحيوي.

هجوم أنقرة

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعرض مقر شركة توساش للصناعات الجوية والدفاعية في العاصمة التركية أنقرة لهجوم إرهابي أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين، بينهم حالات خطيرة.

وقد أعلن حزب العمال الكردستاني تبنيه لهذا الهجوم، في تصعيد أثار قلقا كبيرا حول سلامة المنشآت الحيوية في تركيا وفتح الباب أمام ردود فعل حاسمة من السلطات التركية.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال المحلل السياسي جنك سراج أوغلو إن إعلان شركة توساش عن بدء العمل على بناء ثاني أكبر منشأة للطيران والدفاع في تركيا، بعد أسابيع قليلة من الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقرها في أنقرة، يمثل رسالة قوية تتجاوز حدود التحدي، فهو يؤكد التزام تركيا الراسخ بمواصلة تطوير صناعاتها الدفاعية الإستراتيجية رغم التهديدات الأمنية المتزايدة.

وأضاف سراج أوغلو أن توساش، من خلال هذا التوسع، ترسخ من قدرتها على دعم الاقتصاد عبر تقنيات الطيران المتقدمة والمساهمة في تقليص الاعتماد على الخارج، وهو هدف إستراتيجي تعززه الدولة التركية في ضوء التحديات الإقليمية والاقتصادية المتزايدة.

وقال "تركيا هنا ترسل إشارة واضحة بأن الاستثمار في أمنها لا يتراجع بل يتصاعد، وأن إستراتيجيتها الدفاعية تقوم على الصمود وتخطي المصاعب، الأمر الذي سيعود بالفائدة على الاقتصاد ويسهم في توطين صناعة الدفاع التركية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!