ترك برس
أكد تقرير لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن العلاقات التركية - القطرية "تمثل نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول، والتي تتضح من خلال الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات، بالإضافة إلى اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم التي تنظم العلاقات بين الدوحة وأنقرة في كافة المجالات".
وقات الوكالة في تقريرها إنه "تعزيزا للعلاقات الاستراتيجية المتميزة بين دولة قطر والجمهورية التركية الشقيقة ولدفعها خطوات جديدة نحو آفاق أرحب، يبدأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يوم غد الخميس زيارة عمل للجمهورية التركية، يلتقي خلالها مع أخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، لبحث العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، بما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وأضافت: "سيترأس سمو أمير البلاد المفدى مع فخامة الرئيس التركي، خلال الزيارة الاجتماع العاشر للجنة الاستراتيجية العليا القطرية - التركية، وهي أهم آلية ثنائية رفيعة المستوى بين الدولتين، حيث تم منذ تأسيس اللجنة عام 2014 التوقيع على أكثر من مائة وعشر اتفاقيات ومذكرات تفاهم لدعم وتطوير علاقات التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات".
وتابع التقرير:
"تجمع قطر وتركيا علاقات استراتيجية قوية، تطورت عبر التاريخ منذ تأسيسها عام 1973 حتى الآن، وقد احتفل البلدان في شهر يوليو 2023 بالذكرى الـ 50 لتأسيس هذه العلاقات، التي تحولت من علاقات عادية إلى علاقات استراتيجية خلال السنوات الأخيرة، وشملت العديد من المجالات المختلفة مثل: الاقتصاد، والصناعة، والدفاع، والأمن، والاستثمار، والطاقة، والثقافة، والملكية الفكرية، والجامعة، والشباب.
وتتميز العلاقات القطرية التركية بأنها في تطور دائم في كافة المجالات وذلك بفضل حرص القيادة الرشيدة في كلا البلدين على تطوير هذه العلاقات بشكل مستمر، وتمثل علاقات البلدين نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول، والتي تتضح من خلال الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات، بالإضافة إلى اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم التي تنظم العلاقات بين الدوحة وأنقرة في كافة المجالات.
ولا شك أن نتائج الزيارات الرسمية المتبادلة بين القيادتين وكبار المسؤولين في البلدين وانتظام اجتماعات اللجنة الاستراتيجية العليا منذ تأسيسها، تعكس الحرص المشترك على تعميق العلاقات الثنائية، والتنسيق التام والدائم بين الطرفين تجاه القضايا والملفات الساخنة في مختلف أنحاء العالم.
وتواصل الدولتان الدعم المتبادل لبعضهما البعض في عدة مجالات، ومنها الدعم القطري لضحايا كارثة الزلزال التي تعرضت لها الجمهورية التركية في فبراير من العام الماضي، فقد سخرت قطر كافة الإمكانيات لإغاثة المتضررين من هذه الكارثة، وقام سمو أمير البلاد المفدى بزيارة إلى الجمهورية التركية التقى خلالها بفخامة الرئيس التركي، وهدفت الزيارة لإظهار دعم دولة قطر للشعبين الشقيقين التركي والسوري، وتأكيد مؤازرتها لهما على أعلى مستوى. وقد تجاوز حجم المساعدات الإنسانية القطرية الألف طن، عبر توجيه أكثر من 50 طائرة منذ اليوم الأول للكارثة، ضمن نطاق إنشاء جسر جوي بين البلدين، كما أصبحت مدينة الحاويات القطرية التركية التي تم إنشاؤها في مدينة هاتاي علامة عظيمة على الأخوة والتضامن في عيون الشعبين القطري والتركي الشقيقين.
ويبرهن نمو حجم التجارة بين الطرفين على تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما في ظل وجود خطوط ملاحية مباشرة، وعدد من الاتفاقيات الموقعة بينهما، مع وفرة في الاستثمارات المتبادلة، حيث تعتبر تركيا وجهة استثمارية مميزة للقطريين، كما تعتبر قطر أحد أكبر المستثمرين الأجانب في تركيا، ويدير جهاز قطر للاستثمار عددا من المشاريع الضخمة هناك، كما تعمل في السوق التركي حوالي مائتي شركة قطرية، وتنشط في السوق القطري أكثر من 771 شركة تركية، فضلا عن 15 شركة تركية تعمل بالمنطقة الحرة في قطر.
وقد سجل القطاع الخاص القطري في السنوات الأخيرة حضورا مشهودا في عدد من المجالات الاستثمارية التركية كالعقارات والمقاولات والسياحة والتصنيع والإعلام والتمويل والصحة، كما شهدت الفترة الأخيرة اتجاه الاستثمارات القطرية إلى مجال الموانئ، والقطاع التكنولوجي.
وتمتلك قطر أسهما في العديد من الشركات التركية، من أبرزها شركة BMC المصنعة للمحركات والدبابات، حيث تمتلك قطر 49.9% من أسهم الشركة، كما تمتلك استثمارات في العديد من الشركات والمشاريع التركية، وعلى رأسها مشروع قناة إسطنبول المخطط تنفيذه خلال السنوات المقبلة.
وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 4.75 مليار ريال قطري عام 2023 منها 1.64 مليار ريال قيمة الصادرات القطرية و3.11 مليار ريال قيمة الواردات من تركيا، وتأتي المنتجات البترولية والألومنيوم الخام على رأس الصادرات القطرية إلى تركيا، في حين أن الواردات القطرية الرئيسية من تركيا تشمل محولات ومواد غذائية وغيرها، وتطمح الدولتان للارتقاء بالعلاقات التجارية ورفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 5 مليارات دولار على المدى المتوسط.
وتستضيف غرفة قطر العديد من الوفود التجارية التركية التي تزور البلاد بشكل منتظم، وهناك تواصل دائم بين القطاع الخاص في البلدين، حيث يتم استعراض ومتابعة علاقات التعاون التجاري بين البلدين، ومناخ الاستثمار، وأهم القطاعات التي يمكن لرجال الأعمال من الجانبين الاستثمار فيها.
وفي فبراير الماضي عقدت اللجنة المشتركة القطرية التركية للتعاون الاقتصادي والتجاري دورتها الأولى في إسطنبول برئاسة سعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة وسعادة الدكتور عمر بولات وزير التجارة بالجمهورية التركية، وتم خلال أعمال اللجنة المشتركة، استعراض أوجه التعاون في مختلف القطاعات منها التجارة والاستثمار، والصناعات التحويلية، والخدمات اللوجستية، وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات الرقمية، والخدمات المالية، والغذاء، والزراعة، والخدمات الصحية، والتعليم، واتفق الجانبان على اتخاذ الخطوات اللازمة للمضي قدما في نهج توطيد التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، بهدف زيادة حجم التبادل التجاري بينهما، وتيسير تدفق السلع والخدمات والاستثمارات بين البلدين.
وفي فبراير الماضي شاركت غرفة قطر في الاجتماع المشترك الخامس للغرف العربية والتركية، الذي عقد في مقر اتحاد الغرف التجارية المصرية بالقاهرة، وبحث الاجتماع سبل تعميق التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري بين الدول العربية وتركيا.
وعلى صعيد التعاون العسكري القائم بين البلدين، فقد شهد هذا التعاون تطورا ملحوظا عقب توقيع اتفاقية التعاون العسكري والصناعات الدفاعية بينهما عام 2014، ودخولها حيز التنفيذ عام 2017 بعد التصديق عليها من قبل مجلس الأمة التركي، وتتيح الاتفاقية تبادل الخبرات العسكرية وتطوير الصناعات العسكرية، وتسمح باستخدام كل بلد الموانئ البحرية للبلد الآخر، وطائراته ومجاله الجوي والاستفادة من منشآته العسكرية.
وتأكيدا على العلاقات المتميزة بين الدوحة وأنقرة، احتفى معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة في مارس الماضي، باليوم الوطني للجمهورية التركية، ليسلط الضوء على ثقافتها الغنية وتراثها، بحضور عدد من المسؤولين ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة والجالية التركية في قطر. وأكد السيد محمد علي كيليتش كايا المدير العام للصادرات في وزارة التجارة التركية أهمية المعارض كمنصات للتواصل والتعاون العالمي، منوها بقوة ومتانة العلاقات الثنائية بين دولة قطر وتركيا، والتعاون بينهما في مختلف المجالات.
من جانبه، أكد المهندس محمد علي الخوري الأمين العام للمعرض، أن الزراعة التركية تقدم فرص استثمار جاذبة في مختلف القطاعات بما في ذلك التكنولوجيا الزراعية، وتربية الحيوانات، والأحياء المائية وإنتاج البذور، وكذلك البيوت المحمية، حيث تحتل تركيا المرتبة الثانية في أوروبا بعد إسبانيا، وتهدف أيضا إلى أن تصبح واحدة من أكبر خمس دول منتجة للمحاصيل الزراعية في العالم.
وفي يناير الماضي قام وفد من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعدد من كبرى شركات الاتصالات والشركات الرقمية في قطر مثل "أريد" ومايكروسفت وجوجل وميزة وبريدج إنترناشيونال، بجولة ترويجية في مدينة إسطنبول بالجمهورية التركية، وذلك بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية الرقمية مع الجمهورية التركية، إضافة إلى دعوة المؤسسات التركية في القطاعين العام والخاص لاستخدام المنصات السحابية وخدمات مراكز البيانات السحابية في دولة قطر.
وهناك تعاون بين البلدين في المجال الثقافي، حيث تم افتتاح المركز الثقافي التركي "يونس إمره" في الدوحة عام 2015 لتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، وفي العام 2018 أبرمت اتفاقية بين البلدين تشمل تبادل الوثائق التاريخية والمصادر العلمية وتبادل الخبرات الثقافية، كما أبرمت اتفاقية أخرى عام 2021 بين "مكتبة قطر الوطنية" و"مكتبة الأمة" التركية في المجالات العلمية والتقنية والثقافية، كما تم افتتاح أول مدرسة تركية في قطر عام 2016، وهناك حوالي 10 جامعات تركية مدرجة على قائمة وزارة التعليم والتعليم العالي، وهناك تعاون بين البلدين في مجال المنح والبعثات الدراسية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!