ترك برس

أكد عبدالقادر أورال أوغلو، وزير المواصلات والبنى التحتية التركي، أن بلاده تلتقي مع دولة قطر على أرضية مشتركة في مجال السياسة الخارجية، وتتجلى هذه الصداقة والأخوة في التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، وخاصة النقل والبناء، وغيرها من المجالات العديدة.

وأوضح أورال أوغلو في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن أهم المشاريع التي يتم التعاون فيها مع دولة قطر هو مشروع محور الطريق التنموي الذي يتم العمل على تنفيذه بمشاركة العراق والإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن طريق التنمية السريع يعد أهم جزء من التجارة الدولية ويمتد من الصين إلى لندن، وبالإضافة إلى الطريق التنموي، هناك اتفاقيات مهمة برية وجوية وبحرية بين البلدين.

وفيما نص الحوار الذي نشرته "قنا":

لفت الوزير التركي إلى أن قطر وتركيا تسيران قدما تماشيا مع القرارات التي اتخذها قادة البلدين لتطوير التعاون بين بلدينا، وتجسيدا لهذه العلاقات، تم إنشاء لجنة فنية بحرية في نطاق الاتفاقية البحرية التي وقعت عام 2015، من أجل تحسين التعاون في قطاعي النقل والبنية التحتية وإنتاج مشاريع تخدم مصالح البلدين، حيث تشجع هذه اللجنة على تبادل المعرفة والخبرات بين الدول من خلال جمع الخبراء في جميع المجالات التقنية المتعلقة بالقطاع البحري.

وكشف عن إجراء دراسات مشتركة خاصة حول قضايا مثل النقل البحري وعمليات الموانئ والتدريب البحري وصيانة السفن وإصلاحها والأمن البحري، حيث ستكون إحدى أكبر فوائد اللجنة الفنية البحرية هي أن تركيا وقطر ستكون لديهما آلية يمكنها الاستجابة بشكل مشترك للأهداف العالمية الحالية مثل الرقمنة في ممارسات الموانئ البحرية والخضراء وتقليل انبعاثات الكربون.

وبين سعادته أن تركيا تعد إحدى الوجهات المهمة للرحلات البحرية، الأمر الذي يشجع على تعميق التعاون مع قطر في هذا الصدد، موضحا أن اهتمام الشعب القطري بطبيعة مدننا المطلة على البحر الأسود ومزايا إسطنبول كمركز نقل يوفر فرصا مهمة لتشجيع المشاركة في سياحة الرحلات البحرية.

وعن فرص توسيع التعاون في مجال النقل الجوي بين تركيا وقطر في ظل النمو الكبير في الحركة الجوية بين البلدين، لفت سعادته إلى أن هناك نقلا جويا مكثفا بين تركيا وقطر، حيث تقوم الخطوط الجوية التركية بتسيير 14 رحلة أسبوعية على خط إسطنبول - الدوحة، فيما يقوم طيران بيجاسوس بتسيير 12 رحلة أسبوعية على خط صبيحة كوكجن - الدوحة، وبالمثل.

وتابع: "تقوم الخطوط الجوية القطرية برحلات إلى مطار إسطنبول وصبيحة كوكجن ومطارات أخرى، إذ إن الخطوط الجوية التركية والخطوط الجوية القطرية هما من شركات الطيران المشهورة عالميا التي أثبتت قوتها".

وأشار إلى أن كلتا الشركتين تتمتعان بشبكة طيران واسعة وتقومان بتشغيل رحلات إلى العديد من الوجهات حول العالم، مشددا على أهمية التعاون المستمر بين سلطات الطيران وشركات الطيران الوطنية في كلا البلدين حول كيفية تحويل شبكة الرحلات الواسعة هذه إلى ميزة.

وفيما يتعلق بإمكانية تطوير مشاريع البنية التحتية المشتركة بين تركيا وقطر في هذا المجال، قال سعادته إن "تركيا بلد جذاب للغاية من حيث الاستثمار، كما أن أصدقاءنا القطريين لديهم اهتمام كبير بتركيا"، مضيفا أن العمل المشترك على مسار التنمية سيكون مرجعا جيدا للغاية فيما يتعلق بتطوير مشاريع البنية التحتية المشتركة بين البلدين، مؤكدا استعداد بلاده للتعاون الحقيقي بعملية مواصلة تطوير البنية التحتية لبلداننا.

وأكد أن خبرة تركيا في قطاع البنية التحتية والبناء، إلى جانب القوة الاقتصادية لدولة قطر وموقعها الاستراتيجي، تجعل من الممكن تنفيذ استثمارات واسعة النطاق مثل الموانئ والمراكز اللوجستية ومشاريع الطرق السريعة.

كما أكد سعادته أن مشاريع التكامل المينائي وتوسيع الشبكات اللوجستية من بين القضايا ذات الأولوية لتطوير البنية التحتية للنقل البحري، بالإضافة إلى ذلك يمكن أيضا تقييم الاستثمارات التكنولوجية في حلول النقل الذكية بما يتماشى مع الأهداف العالمية مثل الرقمنة ومشاريع النقل المستدامة بيئيا، مضيفا أن مثل هذه المشاريع ستزيد من حجم التجارة في المنطقة، وستعمل أيضا على تعميق التعاون الاستراتيجي بين تركيا وقطر.

وحول خطط زيادة الاستثمارات المشتركة في مجالات مشاريع الموانئ والمرافق اللوجستية والنقل الجوي، أفاد سعادته بأن هناك تعاونا ثنائيا مع قطر وتعاونا مع دول ثالثة، كما هو الحال في مشروع طريق التنمية، ويتم باستمرار تقييم إمكانات التعاون بين الشركات التركية والقطرية في المجالات الاستراتيجية مثل مشاريع الموانئ والمرافق اللوجستية والنقل الجوي

وأضاف سعادة السيد عبدالقادر أورال أوغلو وزير المواصلات والبنى التحتية بالجمهورية التركية، أن مكانة قطر كمركز للطاقة في الخليج العربي، إلى جانب شبكة الموانئ التركية وخبرة البنية التحتية القوية، يمكن أن تخلق تآزرا كبيرا، مشددا على تعزيز التعاون في مجالات النقل الجوي، وكذلك إنشاء مراكز لوجستية، فضلا عن المشاريع التي من شأنها تعزيز التكامل بين ميناء حمد والموانئ التركية.

وعن الفرص المتاحة حاليا في إطار اجتماع اللجنة العليا بين البلدين، أوضح أنه لم يتم توقيع اتفاقية نقل بري دولي مع قطر في السابق، بالإضافة إلى النقل البحري، مبينا أن حجم التجارة المتنامي إلى جانب العلاقات المتزايدة بشكل كبير مع قطر مؤخرا قد أدى إلى إدراج اتفاقية النقل البري بين البلدين على جدول الأعمال.

ونوه بإجراء مفاوضات مع الجانب القطري بشأن الاتفاق، واجتمعت الوحدات الفنية في 11 نوفمبر، وتم الاتفاق على النص، متأملا أن يتم توقيع هذه الاتفاقية وتنفيذها في نطاق عمل اللجنة الاستراتيجية العليا خلال هذه الزيارة.

من جانب آخر، أوضح أنه بالتزامن مع تعزيز البنية التحتية للنقل في القطاع البحري مع قطر، تحدد تركيا أولوياتها مثل تكامل الطرق السريعة والسكك الحديدية والموانئ والتحول الرقمي والاستدامة البيئية ضمن نطاق مسار التنمية، مضيفا أن تركيا هي جسر استراتيجي بين أوروبا وآسيا، وقطر هي مركز الطاقة في الخليج العربي، ويمكن لهذه المزايا تسريع نقل البضائع في المنطقة.

كما قال سعادة السيد عبدالقادر أورال أوغلو وزير المواصلات والبنى التحتية بالجمهورية التركية، إن "الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا ستتعزز أكثر في إطار الاتفاقيات التي سنوقعها مع قطر في مجال النقل"، مبينا أنه من بين هذه القضايا التي تجسدها هذه الشراكة الاستراتيجية هو مشروع المسار التنموي، وهذا المشروع يهدف إلى نقل البضائع القادمة من الهند وجنوب آسيا ودول الخليج العربي إلى ميناء "الفاو" الذي يجري بناؤه في جنوب العراق، إلى تركيا ومن هناك إلى أوروبا، عن طريق البر والسكك الحديدية، حيث سيتم توفير النقل من هذا الميناء إلى لندن دون انقطاع إلى كل دولة في أوروبا عن طريق البر والسكك الحديدية.

واعتبر أن هذا المشروع سيخدم الرخاء والسلام في المنطقة، وسيزيد ويعمق إمكانات التعاون بين تركيا وقطر، موضحا أنه في نطاق تنفيذ المشروع تم عقد الاجتماع الأول لمجلس الوزراء في إسطنبول بتاريخ 29 أغسطس 2024.

ولفت إلى أنه تم الانتهاء من الاجتماع الثاني لمجلس الوزراء في بغداد في 31 أكتوبر الماضي، وتم التأكيد على هذا المشروع الاستراتيجي الذي سيساهم بشكل كبير في استقرار وازدهار منطقتنا بأكملها، من خلال إعلان التفاهم الذي وقعناه. وهكذا أظهرنا للرأي العام العالمي مدى وحدتنا في تعاوننا في هذا المشروع.

وبين أنه تم بالفعل الانتهاء من التصميم الأولي لهذا المشروع، الذي من المتوقع أن يشهد زيادة التعاون الإقليمي والتجارة العالمية ويكون له تأثير إيجابي على التنمية الإقليمية، معربا عن أمله أن يبدأ البناء قريبا، حيث أدرجت الوفود الفنية في اجتماعها الأخير على جدول أعمالها ربط السكة الحديد المزمع إنشاؤها ضمن نطاق مشروع سكة حديد الخليج المنفذ في إطار منظمة التعاون الخليجي ومشروع الطريق التنموي.

وفي سياق آخر، أبرز سعادته اهتمام بلاده بتطوير أنظمة النقل المستدامة، فضلا عن اهتمامها بالتجربة القطرية في هذا المجال، وتوسيع نطاق التعاون وزيادة المكاسب المشتركة، مشيرا إلى أن تركيا تهدف إلى تطوير شبكات نقل صديقة للبيئة وفعالة معا.

وأكد أن تركيا وقطر تجريان محادثات استراتيجية للمستقبل لتحسين التعاون في مجال النقل البحري والموانئ، بهدف زيادة الحركة التجارية الإقليمية والدولية من خلال ضمان التكامل بين الموانئ التركية والقطرية، حيث سيعزز كلا البلدين في قطاعاتهما البحرية وسيساهم أيضا في تطوير نقل الطاقة والبنية التحتية للموانئ.

وتحدث سعادته عن بلاده الرائدة عالميا بإنتاج زوارق القطر العاملة في الموانئ التركية، مبينا أنه قد تم بناء 4 زوارق قطر تعمل بالغاز الطبيعي المسال وتسليمها إلى منظمة BOTA .

وقال "سوف ينتشر استخدام مثل هذه القاطرات في موانئ الغاز الطبيعي المسال على نطاق واسع"، وقد تضيف دولة قطر هذه المركبات البحرية التكنولوجية من تركيا إلى أسطولها، مؤكدا أن بلاده على استعداد تام لتقديم التنسيق اللازم في هذا الصدد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!