ترك برس

اختتم مساء يوم الإثنين 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، في مركز إسطنبول توياب للمعارض والمؤتمرات، المؤتمر الدولي الثامن والعشرون لمنتدى الأعمال الدولي (IBF)، الذي عقد تحت شعار "الهجرة بأبعادها الإنسانية والاقتصادية".

وجاء هذا المؤتمر بمشاركة واسعة من رجال الأعمال والمتخصصين من 25 دولة، في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي وفتح آفاق جديدة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

منتدى الأعمال الدولي، الذي تأسس عام 1995، يعد منصة مرموقة تجمع رجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم بهدف بناء شبكة أعمال عالمية وتقديم حلول تجارية مبتكرة.

ينعقد المؤتمر سنويًا ويتزامن مع معرض MUSIAD EXPO الدولي الذي تنظمه جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين (MUSIAD) في الفترة من 26 إلى 29 نوفمبر 2024.

أبعاد الهجرة وتحدياتها الاقتصادية والإنسانية

تحت شعار "الهجرة بأبعادها الإنسانية والاقتصادية"، ناقش المشاركون في المؤتمر موضوعات متعمقة حول الهجرة من جوانب متعددة. وقد ركزت أوراق العمل المقدمة على ثلاث جلسات رئيسية: "فهم ظاهرة الهجرة من أبعاد متعددة"، "واقع الهجرة في تركيا من خلال الحقائق التاريخية والحالية"، و"الحاجة إلى سياسة هجرة متكاملة".

تناولت الجلسة الأولى جوانب الهجرة الإنسانية والاقتصادية من خلال تحليل العوامل التي تؤدي إلى الهجرة، مثل الحروب، الفقر، البطالة، والتغيرات المناخية.

كما شددت الجلسة على أن معالجة قضايا الهجرة لا ينبغي أن تقتصر فقط على دمج المهاجرين في المجتمعات الجديدة، بل يجب أن تشمل أيضًا معالجة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى الهجرة، مثل الظلم والحروب والاضطرابات السياسية.

أما الجلسة الثانية، فقد سلطت الضوء على تاريخ الهجرة في تركيا، بدءًا من الهجرات القديمة مرورًا بالهجرة التركية الحديثة، مع التركيز على دور تركيا كمحور رئيسي للهجرة الدولية.

وتم تناول تأثيرات الهجرة على الاقتصاد التركي، مع تحليل مواقف الحكومة التركية في التعامل مع تدفقات اللاجئين والمهاجرين.

الجلسة الثالثة ناقشت ضرورة تطوير سياسات هجرة متكاملة توازن بين احتياجات الدول المصدرة للهجرة والدول المستقبلة لها.

كما تم التأكيد على أن الهجرة يمكن أن تكون أداة للتنمية الاقتصادية والثقافية، إذ يمكن للمهاجرين أن يصبحوا جسرًا للتواصل بين الثقافات المختلفة وزيادة فرص الاستثمار في بلدانهم المضيفة.

الهجرة عبر العصور وتحديات الحاضر والمستقبل

تطرقت المحاضرات إلى التاريخ الطويل للهجرة البشرية، حيث تم استعراض الهجرات الكبرى في التاريخ مثل هجرة الشعوب في عام 375 ميلادي، وهجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه إلى المدينة. وقد أشار المشاركون إلى أن الهجرة ليست ظاهرة جديدة، بل هي جزء من التطور التاريخي للبشرية التي شهدت العديد من الاضطرابات بسبب الصراعات والحروب.

في العالم المعاصر، تم التركيز على الأسباب السياسية والاقتصادية التي تقف وراء الهجرة، خاصة في ظل الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة. كما تم دراسة العلاقة بين الهجرة وتغير المناخ، وكيف يمكن للأزمات البيئية أن تؤدي إلى موجات جديدة من الهجرة القسرية.

ختام المؤتمر

وفي ختام المؤتمر، تم التأكيد على ضرورة التعاون بين الدول والمنظمات الدولية لوضع حلول فعالة لمشكلة الهجرة، من خلال تطوير سياسات شاملة تأخذ في الاعتبار العوامل الاقتصادية، الاجتماعية، والإنسانية.

كما أشار المتحدثون إلى أهمية الاستفادة من الهجرة كفرصة لتعزيز التعاون بين الدول وتحقيق التنمية المستدامة في ظل تحديات القرن الواحد والعشرين.

من جانب آخر، أكد منتدى الأعمال الدولي على التزامه بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول والمساهمة في إيجاد نماذج تعاون تجاري مستدامة، بما يتماشى مع رؤية تركيا كمركز اقتصادي وثقافي رائد في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!