بولنت أرانديتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
دخلت أنقرة الجولة الثانية من لعبة الشطرنج المثيرة. فالجولة الأولى من هذه اللعبة والتي بدأت في السابع من حزيران الماضي، انتهت قبل عدّة ايام وبالتحديد في التاسع من تموز الجاري. فالرئيس رجب طيب أردوغان أطلق صافرة البدء للجولة الثانية من هذه اللعبة عندما قام بتكليف رئيس حزب العدالة والتنمية "أحمد داود أوغلو" بتشكيل الحكومة الجديدة. والان لا بد أن نتسائل: هل ستشهد العاصمة التركية الجولة الثالثة من هذه اللعبة؟.
ففي حال لم تتمكن قادة الأحزاب من الاتفاق بشأن تشكيل الحكومة الجديدة خلال 45 يوم، فإنّ حكم هذه اللعبة (رجب طيب أردوغان) سيطلق صافرة البدء للجولة الثالثة وذلك اعتباراً من تاريخ 24 آب/ أغسطس القادم.
رئيس حزب العدالة والتنمية "أحمد داود أوغلو" سيقوم اعتباراً من يوم غد الاثنين بجولة على قادة الأحزاب السياسية الفائزة بمقاعد في البرلمان التركي. حيث سيلتقي غداً برئيس حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو". وسنرى يوم الاثنين مدى التقارب بين الزعيمين من خلال التصريحات التي ستصدر من كلا الطرفين عقب الاجتماع.
لنلقي نظرة الان على الحملات الملفتة للنظر والتي قام بها كل من الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء داود أوغلو ورئيس حزب الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو، عقب اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من حزيران.
الرئيس رجب طيب أردوغان:
قام بفتح أبواب الديمقراطية بكل حرفية ومهارة. فهو يقوم بحملات ذكية جداً بعد الانتخابات البرلمانية. كما أنه أكسب السياسة التركية الداخلية منحاً مميزاً من خلال لقائه مع النائب البرلماني من حزب الشعب الجمهوري "دينيز بايكال" والنائب البرلماني من حزب الشعوب الديمقراطية "جلال دوغان". كما تداولت بعض الصحف المحلية أنباء تفيد بأن الرئيس أردوغان عقد لقاء مع أحد كبار الأسماء في حزب الحركة القومية أيضاً. واجتمع اردوغان كذلك بعدد من الأسماء اللامعة من اليمينيين والمحافظين في تركيا.
أردوغان قام بخطوة ذكية أيضاً، فلم يقم بتكليف مهمة تشكيل الحكومة الجديدة مباشرة، ليرى بذلك تطلعات وميول قادة الاحزاب السياسية التي نجحت في انتخابات 7 حزيران. فهو بذلك قد أعطى المجال للقادة كي يتخلصوا من أجواء الانتخابات التي كانت مشحونة بالاتهامات والاعتداءات الكلامية ضدّ بعضهم البعض.
رئيس الوزراء أحمد داود أغلو:
من خلال التصرفات التي بدرت من داود أوغلو عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية في 7 حزيران الماضي، وإلى يومنا هذا، فإنّه أثبت للجميع أنّه رجل الدّولة الوحيد الذي استطاع قراءة العمق السياسي التركي بالمعنى الصحيح. فقد ظلّ ثابتاً على مواقفه ولم يتغير أبداً منذ اللحظة الأولى من إعلان النتائج إلى الان. كما علم مسبقاً أنّ أحزاب المعارضة لن تستطيع أن تتفق فيما بينها. فقد بدأ ينتهج طريقاً يلائم المفهوم العام والحقيقي للسياسة. فقد استطاع إقناع الشعب التركي بأنه لا يمكن لأحد أن يشكل الحكومة التركية الجديدة بمعزل عن حزب العدالة والتنمية، ولكن من دون أن يجرح أحد. فقد استخدم في زرع هذه الفكرة في عقول الشعب أسلوباً ليناً وظريفاً.
رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو:
لقد قام زعيم المعارضة بتصفية كافة خصومه داخل الحزب، فقد أنهى مسيرة مصطفى ساريغول في الحزب وساهم في طي دفتر دينيز بايكال من خلال ترشيحه لمنصب رئاسة البرلمان على الرغم من معرفته مسبقاً بعدم قدرة مرشحه للظفر بهذا المنصب. فعل كل هذا بالتوازي مع انخفاض ملحوظ في نسبة أصوات الناخبين. والان يتهيأ للمشاركة في الحكومة الائتلافية الجديدة.
مع إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من حزيران، يكون كليجدار أوغلو قد خسر الاستحقاق الانتخابي الرابع على التوالي. علينا أن نعترف بذكاء هذا الرجل فقد قام بتطهير الحزب من منافسيه من دون أن يشعر أحد بذلك. لكن في حال عدم قدرة هذا الرجل من إقحام الحزب في الحكومة الجديدة، فالمؤتمر القادم لحزب الشعب الجمهوري لن يسرّ كليجدار أوغلو ولن يكون لصالحه هذه المرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس