ترك برس

يعد جامع الشارقة أحد أبرز المعالم الدينية والثقافية في إمارة الشارقة، ويتميز بطرازه المعماري العثماني الذي يعكس فنون العمارة الإسلامية التقليدية.

يقع الجامع في موقع استراتيجي في قلب المدينة، حيث يتوافد إليه الزوار من داخل وخارج الإمارات للاستمتاع بجماله الروحاني والمعماري.

تاريخ البناء

تم بناء جامع الشارقة في عام 2014 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وكان الهدف من بناء هذا الجامع هو إنشاء معلم ديني وثقافي يعكس الأصالة العربية والإسلامية ويخدم المجتمع المحلي والدولي. وقد استغرق بناء الجامع عدة سنوات، وتم الانتهاء منه بحلول عام 2019.

تصميم الطراز العثماني

اختار القائمون على المشروع طرازاً معمارياً عثمانياً لجامع الشارقة، وذلك بسبب إعجابهم بجماليات العمارة العثمانية التي تجمع بين البساطة والفخامة في آن واحد. الطراز العثماني الذي اشتهر في عهد السلطان سليمان القانوني يتسم بالزخارف المتقنة، الأعمدة الرخامية، القباب العالية، والمآذن الشاهقة التي تضفي على المكان عظمة وروحانية خاصة.

لقد كانت العمارة العثمانية مصدر إلهام لعديد من المساجد الكبرى في العالم الإسلامي، وخصوصاً في منطقة الخليج العربي. ولذلك، كان اختيار هذا الطراز في جامع الشارقة يمثل تعبيرًا عن الالتزام بالموروث المعماري الإسلامي، إضافة إلى التأكيد على الروابط الثقافية بين الإمارات والعالم الإسلامي.

المميزات المعمارية

يتسم الجامع بتفاصيل زخرفية دقيقة، وأسقف مزخرفة بألوان دافئة، ونوافذ مقوسة تضفي على المكان طابعاً فخماً. كما يضم الجامع منارة شاهقة تبرز في السماء، وهي واحدة من أبرز ملامح التصميم العثماني الذي اشتهر باستخدامه للمآذن العالية.

يستوعب جامع الشارقة آلاف المصلين في وقت واحد، ويعتبر مركزًا هامًا للأنشطة الدينية والاجتماعية والثقافية في المدينة. ومع تصميمه الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، أصبح هذا الجامع أحد الوجهات السياحية المهمة في الشارقة، حيث يزورّه العديد من السياح والمهتمين بالثقافة الإسلامية من مختلف أنحاء العالم.

إضافة إلى دوره الديني، يعكس جامع الشارقة تطور الفكر المعماري في الإمارات، ويعد شاهداً على الانفتاح الثقافي والتاريخي الذي تشهده المنطقة.