ترك برس

قال رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، إنه "من الواضح أن تركيا ستكون دولة مهمة للغاية في النظام العالمي متعدد الأقطاب الذي سيتطور في الفترة المقبلة، بفضل هيكلها الثقافي الفريد، وموقعها الاستراتيجي المتعدد، وزيادة هيبتها على الساحة الدولية في السنوات الأخيرة".  

جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر بعنوان "البحث عن نظام عالمي وتركيا"، الذي عُقد في إسطنبول. وأشار كورتولموش إلى أن العالم يشهد حاليًا فترة مليئة بالتحديات، بما في ذلك حركات الهجرة الجماعية، والمشاكل البيئية، والحروب، والصراعات الداخلية، مما أدى إلى مواجهة جميع القارات لتوترات كبيرة.  

وأوضح أن العديد من هذه المشاكل ناتجة عن هيمنة عدد قليل من الدول، وأن النظام الحالي أصبح غير قادر على العمل بشكل فعال، مما سيؤدي إلى الانتقال إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب. وتحدث عن الدور الفعال الذي ستلعبه تركيا في هذا النظام الجديد.  

وأضاف كورتولموش: "لا يمكننا اليوم سوى التكهن بكيفية تشكيل النظام العالمي الجديد وما ستشهده من صراعات. من الواضح أن مناطق ودولًا جديدة، بالإضافة إلى المراكز الرئيسية مثل أمريكا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، ستلعب دورًا قويًا ومؤثرًا في الفترة المقبلة. وبإذن الله، ستكون تركيا دولة مهمة للغاية في النظام العالمي متعدد الأقطاب، وذلك بفضل هيكلها الثقافي الفريد، وموقعها الاستراتيجي المتعدد، وزيادة هيبتها الدولية في السنوات الأخيرة".  

وأكد كورتولموش أن السياسات والأنشطة التي تنفذها تركيا على الساحة الدولية جعلتها دولة معروفة ومؤثرة، حيث أصبح موقفها مرجعيًا في العديد من الأزمات. وقال: "تصفيق أعضاء البرلمان الياباني وقوفًا لوفد تركيا لعدة دقائق هو دليل واضح على هيبة تركيا. كما أن مواقف تركيا منذ بداية أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا واضحة للجميع. الجميع يعلم أن أي حل لهذه الأزمة يجب أن يشمل تركيا، وأنه من المستحيل إدارة أي عملية دون مشاركتها".  

وتابع: "وبالمثل، بعد انهيار نظام البعث في سوريا الذي استمر 61 عامًا، يتساءل الجميع عن رأي تركيا في تشكيل النظام الجديد في سوريا. الزيارات اليومية لرؤساء الدول إلى تركيا، ولقاءاتهم مع رئيسنا ووزرائنا، والموقف الذي نلاقيه خلال زياراتنا الخارجية، كلها تعكس سمعة تركيا التي ستكون من رموزنا في الفترة المقبلة".  

وتحدث كورتولموش أيضًا عن الهجمات الإسرائيلية على غزة، قائلًا: "نحتاج إلى نظام جديد وعادل. السبب في ذلك هو الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة منذ أكثر من عام ونصف. نأمل أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى دخول المنطقة في فترة من السلام والاستقرار. ولكن خلال هذه الفترة، فقد النظام العالمي الحالي فعاليته، حيث لم يعد يحترم المبادئ الأساسية مثل حقوق الإنسان، وحياة الناس، ومساواة الدول، أو استقلال الشعوب. لقد دخلنا عصرًا أصبحت فيه هذه المبادئ، التي تم تضمينها في اتفاقيات الأمم المتحدة وإعلانات حقوق الإنسان، بلا قيمة".