ترك برس

شهدت مدينة إسطنبول، الخميس، فعالية تاريخية مرتقبة تليت فيها رسالة عبد الله أوجلان مؤسس تنظيم "PKK" الإرهابي، والذي وجه فيها دعوة وصفت بالتاريخية لحل التنظيم نفسه وإلقاء السلاح، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة.

وفي كلمة ألقاها حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب التركي المؤيد للأكراد، دعا أوجلان "PKK" إلى عقد مؤتمر عام واتخاذ القرار بحل نفسه.

وأضاف أوجلان أنه "لا سبيل سوى الديمقراطية والحوار الديمقراطي ولا بقاء للجمهورية إلا بالديمقراطية الأخوية"، مضيفا أن "لغة العصر هي السلام والمجتمع الديمقراطي بحاجة إلى التطوير".

وقال حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب إن وفدا منه التقى أوجلان من أجل السلام بين الأتراك والأكراد. وذكرت نائبة عن الحزب أن "القائد عبد الله أوجلان وجه شكره لرئيس الجمهورية التركية ولكل الأحزاب"، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".

وقال أوجلان: يجب على "PKK" التخلي عن السلاح وعلى جميع الجماعات والتنظيمات التابعة له التخلي عن السلاح فورًا.

وأضاف: اتركوا السلاح فورًا وشخصياً أتحمل مسؤولية هذا النداء التاريخي. هناك حاجة لتوسيع مجتمع السلام.

كما أشار أوجلان إلى أن هذا المناخ الجديد "تشكل بدعوة السيد دولت بهتشلي (زعيم حزب الحركة القومية) والإرادة التي أظهرها السيد رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان والمواقف الإيجابية للأحزاب السياسية الأخرى".

وفي وقت سابق هذا الشهر، قال مسؤول بالحزب -وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان- إن "أوجلان يستعد لإطلاق دعوة تاريخية قريبا، بهدف حل دائم للقضية الكردية"، مضيفا "إننا مستعدون لحل دائم وجذري، ونولي أهمية لهذه الدعوة ونؤيدها".

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أيدت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان عرضا قدمه دولت بهتشلي -زعيم حزب الحركة القومية وحليف أردوغان- لأوجلان لدعوة حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح.

ومنذ عام 1999، يقبع أوجلان في عزلة شبه كاملة بسجن جزيرة إمرالي جنوبي بحر مرمرة، ولا يتمكن من التواصل مع العالم الخارجي إلا نادرا.

وأسس أوجلان تنظيم "PKK" عام 1978 في تركيا، لكنه دخل إلى سوريا عام 1980 في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، الذي سمح له، بحسب بعض المصادر، بإقامة معسكرات تدريب لأعضائه في سهل البقاع داخل الأراضي اللبنانية أيام النفوذ السوري في لبنان.

وبدأ الحزب القيام بعمليات عسكرية عام 1984 في تركيا وإيران، سعياً لإنشاء وطن قومي للأكراد.

إلى ذلك، توارى أوجلان عن الأنظار داخل سوريا حتى عام 1998، حين اتهمت أنقرة دمشق بدعمها لحزب العمال الكردستاني، وهددت أنقرة دمشق باجتياح سوريا إذا لم تتخل عن دعمها لأوجلان، مما أدى إلى عملية معقدة لخروجه من سوريا.

عقب ذلك توجه أوجلان إلى أوروبا، حيث حاول الحصول على حق اللجوء السياسي، لكنه لم ينجح في مسعاه، حتى تمكنت المخابرات التركية من اعتقاله في 15 فبراير/شباط 1999 في العاصمة الكينية نيروبي، ليتم نقله بطائرة خاصة إلى تركيا لمحاكمته.

وصدر ضده حكم بالإعدام، قبل أن يتحول إلى حكم السجن مدى الحياة، بعد أن ألغت أنقرة عقوبة الإعدام عام 2002.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!