مدار اليوم
ارتفعت وتيرة الخلافات التركية – الكردية داخل تركيا بعد معارك تل أبيض وسيطرة قوات الحماية الشعبية على المدينة والقرى المحيطة بها، خاصة وأن تركيا رفعت مستوى جاهزية جيشها على الحدود السورية، وسط حديث عن احتمال تدخل عسكري بري.
وأعلنت هيئة الأركان العامة للجيش التركي في بيان لها، أن مخفراً لقوات الدرك التركية تعرض اليوم لهجوم مسلح من قبل أشخاص مجهولين في منطقة غوجلي كوناك التابعة لولاية شيرناق جنوب شرق تركيا، وأشارت إلى أن الأشخاص أطلقوا النار على المخفر من سيارة كانوا على متنها.
وأكد البيان أن الهجوم المسلح لم يسفر عن أية أضرار مادية أو جسدية، وأن الجهات المعنية تقوم بالتحقيق في الأمر، وجاء هذا الهجوم بعد أن أعلنت هيئة الأركان العامة الشهر الماضي، أن عدداً من عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني “بي كي كي”، قاموا بتسليم أنفسهم إلى السلطات الأمنية في شيرناق بعد هروبهم من التنظيم.
وكان اتحاد جماعات كردستان، المقرب من حزب العمال الكردستاني، هدد في بيان له أمس، باستهداف السدود المستخدمة لتوليد الكهرباء جنوب شرق تركيا، واتهم الحكومة بانتهاك وقف إطلاق النار “الهش”.
وأفاد البيان أن بناء السدود يهدف إلى تشريد السكان ومساعدة الجيش التركي وليس توليد الكهرباء، مؤكدا أنه سيلجأ إلى كل الوسائل الممكنة ومن بينها شن هجمات في إطار حرب ميليشيات لمنع بناء السدود.
وأشار اتحاد جماعات كردستان إلى أنه ليس هناك ضرورة لبناء سدود إضافية للمساعدة في توليد الكهرباء في المنطقة، فيما تعتبر تركيا تلك المشاريع ضرورية لتأمين حاجاتها من الطاقة، كما ذكر البيان أنه “ابتداء من الآن سيتم استهداف كل السدود والعربات المستخدمة للبناء من قبل ميليشياتنا المسلحة”، داعيا الشركات المعنية بمشاريع البناء إلى مغادرة المكان.
وفي هذا السياق رأى عضو الهيئة السياسية في الإئتلاف الوطني المعارض، وعضو المجلس الوطني الكري، خليل حواس، أنه يجب أن نرى هذه التصريحات من جانب العلاقة الكردية – التركية المتوترة من ثمانينيات القرن الفائت، مؤكداً أن الموضوع السوري مختلف، خاصة وأن هناك لقاءات مستمرة بين رئيس الإتحاد الديمقراطي السوري صالح مسلم وأنقرة، وهناك حديث عن إنشاء حكومة مدينة في بعض المناطق التي يسيطر عليها pyd، مثل تل أبيض.
وأكد خليل إلى أنه من مصلحة الأكراد السوريين استمرار عملية السلام التركية – الكردية، مشيراً إلى أن دخول GHP الكردي للبرلمان التركي، كان خطوة مهمة في عملية السلام، وعلى الحزب والحكومة التركية الاستفادة منها.
من جانبه قال السياسي التركي زاهد غول، إن هذه التصريحات والأفعال ستؤثر بشكل مباشر على عملية السلام، مشيراً إلى أنها لن تنتهي إنما ستدخل مرحلة سبات مؤقت، ومؤكداً أن هذا الأمر سيؤثر بشكل مباشر على ما يحدث في سوريا.
ولفت غول إلى أن هذه الأفعال لا تبشر بخير، وهناك احتمال كبير لخلط الأوراق، خاصة وأن تركيا أمام مفاصل تاريخية ستؤثر على طبيعة العمل البرلماني في البلاد، حسب تعبيره.
وأضاف أن هناك فجوة كبيرة بين التيار الذي يريد أن يكون شريكاً في تركيا وبين الحكومة، وذلك بسبب هذه التصريحات التي تهدد الأمن القومي التركي، مقللاً من إمكانية تنفيذ هذه التهديدات.
ويرى مراقبون أن تصعيد العمل الكردي المسلح لايمكن رؤيته خارج تأثيرات القضية السورية وتداعياتها، سواء عبر تصريحات نظام الأسد حول ما يسميه التدخلات التركية في الشأن السوري، وتهديده مراراً باحتمال عمليات مسلحة في تركيا.
والجدير بالذكر أن نظام الأسد ارتبط بعلاقة قوية مع pkk منذ تأسيسه في عام 1980، وتضمنت هذه العلاقة تقديم السلاح والذخيرة ومعسكرات تدريب وتسهيل مرور المسلحين الأكراد بين سوريا وتركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!