
ترك برس
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، قام رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بزيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث عقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس.
وجاءت الزيارة امتداداً لاتفاقيات سابقة، بما في ذلك زيارة أردوغان إلى بغداد العام الماضي، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والمائية.
تعاون أمني ومكافحة الإرهاب
أكد السوداني خلال المؤتمر الصحفي أن العلاقات العراقية التركية تقوم على أسس متينة، أبرزها التعاون الأمني ومواجهة التحديات المشتركة، لاسيما خطر الإرهاب. وأوضح أن العراق وتركيا يتفقان على أن "الأمن وحدة واحدة"، مشدداً على عدم السماح لأي جهة باستخدام الأراضي العراقية لتهديد دول الجوار.
كما أشار إلى موقف العراق الثابت من حظر نشاط حزب العمال الكردستاني (PKK) على أراضيه، مؤكداً أهمية التنسيق الأمني وتبادل المعلومات مع احترام السيادة الوطنية والقوانين الدولية.
اتفاقيات مائية واقتصادية
شهد اللقاء مناقشات مكثفة حول ملف المياه، حيث اتفق الجانبان على مواصلة عمل اللجان المشتركة لإيجاد آلية عادلة لإدارة الموارد المائية. وأعلن السوداني عن إحالة 9 مشاريع مائية للتنفيذ، تشمل إنشاء سدود حصاد المياه ومحطات معالجة. كما تم التوقيع على 10 مذكرات تفاهم في مجالات متعددة، منها التعليم العالي والصناعات الدفاعية وإدارة الكوارث.
إلى ذلك، ناقش الجانبان مشروع "طريق التنمية" الذي يهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين العراق وتركيا ودول المنطقة. وكشف السوداني عن خطة لإنشاء "هيئة مستقلة" لإدارة المشروع، بهدف تسهيل الإجراءات وجذب الاستثمارات الأجنبية. كما أعرب عن ترحيبه بإنشاء مصانع تركية في العراق عبر شراكات مع القطاع الخاص.
مواقف مشتركة تجاه القضايا الإقليمية
تطرق الجانبان إلى عدد من الملفات الإقليمية، حيث اتفقا على رفض ما وصفاه بـ"الإبادة الجماعية" في غزة، داعيين إلى وقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين. كما تناول اللقاء الأوضاع في سوريا، مع تأكيد السوداني أن استقرارها "جزء من الأمن القومي العراقي"، مؤيداً حلاً سياسياً يشمل جميع المكونات السورية.
وفيما يخص مكافحة الإرهاب، أكد السوداني متابعة ملف القضاء على تنظيم داعش عبر "الآلية الخماسية" التي تضم العراق وتركيا وسوريا وإيران وروسيا.
وتمثل زيارة السوداني إلى أنقرة خطوة جديدة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين العراق وتركيا، حيث شملت المباحثات مجالات متنوعة، من الأمن إلى الاقتصاد والمياه، فضلاً عن التنسيق في القضايا الإقليمية. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي العراق لتعزيز علاقاته مع جيرانه، مع الحفاظ على مواقفه المبدئية تجاه القضايا العربية والإسلامية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!