
ترك برس
شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي الذي أقيم في مركز الخليج للمؤتمرات بمدنية إسطنبول، وألقى كلمة بهذه المناسبة.
وفي بداية كلمته أعرب الرئيس أردوغان عن سعادته للمشاركة في منتدى الشباب لمنظمة التعاون الإسلامي. مستطردا بالقول: "أرحب بجميع ضيوفنا القادمين من مختلف بلدان العالم الإسلامي. أبعث من خلالكم بتحياتي ومحبتي إلى إخواني الشباب في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وأخص بالتحية ومن أعماق قلبي، شباب فلسطين وغزة البواسل، الذين يدافعون ببسالة عن وطنهم ضد الهجمات الوحشية البشعة واللاإنسانية التي تشنها الحكومة الإسرائيلية منذ 622 يوما. كما أحيي بكل احترام نساء غزة الشجاعات اللواتي يقاومن البربرية، وأيتام غزة الذين لا يركعون أمام الظالمين رغم حملهم العبء الثقيل بعد فقدان الأم والأب، وأحيي كل إخواني الفلسطينيين الذين لا يتنازلون عن شرفهم وكرامتهم رغم كل أنواع الظلم والقهر، وأدعو الله أن يكون عونا لهم".
"من لا ينتقد المجازر هو شريك في كل هذه الجرائم"
وأضاف الرئيس أردوغان أن الجروح التي تنزف منذ سنوات في مختلف أنحاء المناطق الجغرافية القريبة من قلوبهم وثقافتهم لا تنتهي ولا يتم تضميدها. متابعا حديثه: "إن كان هناك مشكلة، فهناك مسؤول عن هذه المشكلة، ومحاولة التهرب من هذه المسؤولية جهد عبثي. إن كل من لا ينتقد جميع هذه المجازر والكوارث والمظالم وكل ما يحدث، هو شريك في كل هذه الجرائم. يجب علينا كمسلمين أن نعمل بوحدة وتضامن وبروح الأخوة، وبما يليق بديننا ومعتقداتنا، دون إضاعة المزيد من الوقت. إن من الضروري للغاية أن نضع خلافاتنا في الرأي جانبا ولا نسمح بانتشار الفتنة بيننا، وأن نعزز صداقتنا وتضامننا، لا سيما في هذه الفترة الحرجة".
وأشار إلى أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة صعبة. مستطردا بالقول: "للأسف الشديد، يخيّم شبح الحرب والصراع وعدم الاستقرار على مناطق حضارتنا. ويتم بوحشية استهداف من يصطفون في طوابير الطعام في غزة للحصول على كسرة خبز أو طبق حساء. إسرائيل التي تشتكي اليوم من تضرر مستشفياتها، نفذت أكثر من 700 هجوم على الوحدات الصحية في غزة فقط، وفقا لبيانات المنظمات الدولية. غزة تشهد منذ 21 شهرا إحدى أكثر الفظائع خزيا في العصر الحديث. إن حديث أولئك الذين حوّلوا غزة إلى أكبر معسكر اعتقال في العالم، عن جرائم الحرب ليس تناقضا فحسب، بل هو أيضا قبح ووقاحة".
"حكومة نتنياهو هي المسؤولة الأولى عن الإبادة الجماعية في غزة"
أكد الرئيس أردوغان أن حكومة نتنياهو هي المسؤولة الأولى عن الإبادة الجماعية في غزة. مضيفا: "إلّا أن الصامتين حيال مجازر شبكة الإجرام هم أيضا شركاء في الجريمة. إن نتنياهو وحكومته التي لا تعرف أي قواعد من خلال ارتكابهم المجازر بكل وقاحة منذ أشهر طويلة، كتبوا أسماءهم إلى جانب الطغاة مثل هتلر وبول بوت. يجب على القوى المؤثرة على إسرائيل ألا تقع في مكيدة نتنياهو، وعليها أن تستخدم نفوذها لإرساء وقف إطلاق النار والهدوء في منطقتنا".
وأوضح أن تركيا لم تغير موقفها قط على الرغم من سياسات اللوبي الصهيوني الترهيبية ضده شخصيا وضد الحكومة التركية. نتابعا حديثه بالقول: "نحن لم نتردد قط في الوقوف إلى جانب المظلومين. إن من الضروري رفع الأيادي عن الزناد قبل وقوع المزيد من الدمار والدماء وسقوط ضحايا مدنيين، ووقوع كارثة مروعة. إن الإبادة الجماعية في غزة والصراعات الجارية مع إيران للأسف الشديد تتجهان بسرعة إلى نقطة اللاعودة. يجب أن تنتهي سياسة قطاّع الطرق هذه وحالة الجنون في أسرع وقت ممكن".
"تركيا مستعدة لدعم كل خطوة صائبة وصادقة"
وأكد أن تركيا مستعدة لدعم كل خطوة صائبة وصادقة تتخذ في هذا الاتجاه والمساهمة فيها. مضيفا: "أعلن اليوم مرة أخرى أمام العالم أجمع أن تركيا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وسكان غزة المظلومين. إننا من خلال المساعدات التي نقدمها منذ بداية الإبادة الجماعية والتي تجاوزت 100 ألف طن، ومن خلال منظمات المجتمع المدني التركية والمؤسسات الرسمية والدبلوماسيين وعمال الإغاثة الإنسانية ووسائلنا الإعلامية، أي أننا نحن جميعا الـ 86 مليون نسمة في تركيا، نقف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، وبإذن الله تعالى سنواصل الوقوف إلى جانبهم حتى تهب رياح السلام على كل شبر من أرض فلسطين".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!