محمد أوفور - صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تتقدم الخطوات المتلاحقة وتتسارع للوصول الى صيغ مقبولة لتحالفات سياسية بين الأحزاب الأربعة الكبرى. الحوار السياسي الذي جرى الى حد الان يُظهر ان الحزب الجمهوري يبحث عن الباب وان الحزب القومي يقترح الأبواب بينما حزب الشعوب الديمقراطية لا يأمن أحد حتى لو تركت له الأبواب مشرعة، وهذا ان دل يدل على ان المحادثات جيدة لكن الوقت ما زال مبكرا للحديث عن تحالفات.
سوف نرى الثمار الحقيقية لهذه المحادثات بعد عيد الفطر، وسنرى الي أي حد يمكن للأطراف ان تتفق والى أي حد يمكن لها ان تلتقي، فرغم ان القوائم السياسية لكل الأحزاب قوية ومرشحة للكثير الى ان التفاصيل الصغيرة والاختلافات في هذه التفاصيل قد تُنبئ بالكثير، وقد تكون تذكرة الخروج الى مسارات سياسية جديدة متوقعة وغير متوقعة.
وفي هذا السياق نطرح ما حدث في المذكرة المقدمة للمحكمة في موضوع المدارس الخارجية والتي يمتلك معظمها التنظيم الموازي من جماعة غولن، فقد قام الحزب الجمهوري بتقديم مذكرته التي دفعت المحكمة الى ابطال القرار بحق هذه المدارس الخارجية. في هذا المثال نستطيع قرائه الكثير ومن اهم ما نستطيع قراءته هو بقاء التنظيم الموازي وبقاء حقيقته، فرغم كل الحملة التي قامت بها الحكومة السابقة الا ان تأثير هذا التنظيم الموازي ما زال موجود وان تأثيره على الأحزاب الأخرى ما زال ساري المفعول.
نرى جليا ان الأحزاب الأخرى من الحزب القومي والحزب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطية تتصرف وتعيش الحياة السياسية وكان التنظيم الموازي غير موجود، فهي تتجاهله ولا ترى في وجوده أي خطر مما يجعلنا نعتقد بان حزب العدالة والتنمية هو الوحيد الذي يرى فيهم الخطر المحدق وهو بذلك الوحيد الذي يتصرف تجاه ذلك. فالأحزاب الثلاث كانت قبل بضعة أشهر تحارب جماعة غولن حرب شعواء، لكن نراهم اليوم وقد انسلخوا من هذه المعركة وكان شيئا لم يحدث، ليوجهوها الى حزب العدالة والتنمية ولتكون ضمن استراتيجياتهم في الضغط على الحزب.
في أوساط الفوضى السياسية وعدم الثبات تنتعش مثل هذه التنظيمات السوداوية، فالتنظيم الموازي يستغل حالة عدم الاستقرار السياسي الذي يقود الى حالة عدم استقرار عام في زيادة نفوذه وزيادة تشكيلاته التي تعمل على اختراق الحكومة والأنظمة السياسية للدولة، وفي نفس الوقت نرى الأحزاب الكبرى وقد بدأوا التخاذل في مقاومتهم لهذا السرطان الخبيث في الدولة، فعلى العكس تماما نراهم بدل مقاومته يساعدون بشكل او باخر في زيادة نشاطه عن طريق تجاهله او استخدامه كورقة ضاغطة على حزب الأغلبية، فنرى مثل هذه التصرفات اليوم في الحزب الجمهوري وقد نره غدا في غيره. اما الحل لهذه المعضلة يكون بالتكاتف على مواجهتها وان يكون من اهم بنود أي تحالفات مستقبلية بين الأحزاب هو محاربة ومجابهة التنظيم الموازي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس