
ترك برس
دفعت الهجمات الأوكرانية الأخيرة على العمق الروسي باستخدام أسراب من الطائرات المسيّرة الصغيرة أنقرة إلى إعادة تقييم قدراتها الدفاعية، وتسريع العمل على مشروع "القبة الفولاذية" الوطنية.
وأثار الهجوم الأوكراني الأخير على العمق الروسي باستخدام أكثر من 100 طائرة بدون طيار صغيرة، موجة قلق في أنقرة، مما دفعها لإعادة النظر في فعالية أسطولها من الطائرات المسيرة الكبيرة، وقدرتها على مواجهة أسراب الطائرات الصغيرة منخفضة التكلفة.
رغم أن تركيا تُعد من أبرز مصدّري الطائرات المسيرة عالميا، بفضل طرازات مثل Bayraktar TB2 وAkinci، إلا أن هذه الطائرات مصممة للمهام بعيدة المدى، وليست مهيأة للتعامل مع هجمات السرب الخفيفة والمباغتة التي كشفت عنها أوكرانيا ضد روسيا.
هل الطائرات الصغيرة هي مستقبل الحرب؟
يمتلك الجيش التركي طائرات صغيرة مثل Kargu وSongar، قادرة على تنفيذ ضربات انتحارية أو إطلاق نيران خفيفة، لكنها لم تُستخدم حتى الآن في إطار عقيدة عسكرية متكاملة.
ويرى محللون أن الجماعات المسلحة، مثل حزب العمال الكردستاني، باتت أكثر خبرة في هذا النمط من القتال، بحسب ما نقلته "سكاي نيوز عربية".
فجوة في الدفاع الجوي
التهديد الجديد يدفع تركيا إلى تسريع العمل على منظومتها الوطنية للدفاع الجوي "القبة الفولاذية"، التي يُنتظر إنجازها بحلول 2030.
وتشمل الخطة دمج أجهزة استشعار، وتشويش، ورادارات بالذكاء الاصطناعي، لرصد الطائرات الصغيرة والتصدي لها قبل تنفيذ هجماتها.
وتطرح بعض الأصوات إمكانية استخدام الطائرات التركية الكبيرة المزودة برادارات "مراد" لاعتراض الطائرات الصغيرة عبر صواريخ جو-جو محلية. هذا الخيار قد يخفّف من الاعتماد على المقاتلات المأهولة، لكنه يتطلب تنسيقًا تكنولوجيا عاليا واستثمارات ضخمة.
وتدفع الهجمات الأوكرانية تركيا إلى لحظة مراجعة استراتيجية. فبين نجاحها في تصدير المسيّرات وتحديات الدفاع ضد أسراب الطائرات الصغيرة، تبدو الحاجة ملحّة لتطوير استراتيجية مرنة تواكب تطورات الحروب الحديثة وتُبقي تركيا في الريادة.
ومما يعزز توقعات اتجاه تركيا لتغييرات في استراتيجيتها الدفاعية، تصريحات أدلاها قبل أيام خلوق بيرقدار، المدير العام لشركة "بايكار" التركية الرائدة في صناعة الطائرات المسيّرة، حيث قال إن بلاده بحاجة إلى تعزيز قدراتها في مجال الصناعات الدفاعية، وتبني مفاهيم جديدة تتماشى مع متطلبات الحروب الحديثة والواقع الجيوسياسي المتغير.
وشدد بيرقدار على أهمية تطوير أنظمة منخفضة التكلفة، قابلة للإنتاج السريع وبكميات كبيرة، ويمكن استخدامها وحتى التضحية بها عند الضرورة في ساحات القتال، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى ترسيخ مفهوم جديد للدفاع، يعزز من قدرتنا على الاستجابة السريعة والفعالة للتحديات".
بيرقدار وبصفته مدير عام إحدى أهم شركات الصناعات الدفاعية في تركيا والعالم، إذ أنها مصنعة مسيرات بيرقدار الشهيرة، لاقت اهتماما كبيرا في الإعلام التركي والعالمي، ودفعت لتساؤلات عما إذا كانت تركيا تتجه إلى تغيير منهجها في الصناعات الدفاعية عبر اعتماد مفهوم "التكلفة المنخضة والإنتاج السريع".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!