ترك برس

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الخميس إن بلاده لا تريد اللجوء إلى العمل العسكري مجددا ضد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في سوريا، لكنه حذر من أن صبر الأطراف المعنية بدأ ينفد بسبب ما وصفه بالتأخير في تنفيذ اتفاق للاندماج.

وأضاف فيدان في مقابلة مع قناة تي.آر.تي ورلد: "نأمل فقط أن تمضي الأمور من خلال الحوار والمفاوضات وبشكل سلمي. لا نريد أن نرى أي حاجة للجوء إلى الوسائل العسكرية مجددا. لكن على قوات سوريا الديمقراطية أن تدرك أن صبر الجهات الفاعلة ذات الصلة بدأ ينفد".

وتابع "عليهم... أن يحترموا التزامهم باتفاق العاشر من مارس آذار.. يتوقع الجميع منهم الوفاء بهذا الاتفاق دون أي تأخير أو تعديل، لأننا لا نريد أن نشهد أي انحراف عنه". حسبما نقلت وكالة رويترز.

"تقدم محدود وتحذيرات من انفجار"

ونقلت وكالة رويترز عن عدة أشخاص بين مشاركين ومطلعين على محادثات لدمج قوات كردية مع الدولة السورية قولهم إن مسؤولين سوريين وأكرادا وأمريكيين يسعون جاهدين لإظهار تقدم في اتفاق متعثر بهذا الشأن قبل المهلة المحددة بنهاية العام.

وبحسب رويترز، ذكرت مصادر سورية وكردية وغربية أن المناقشات تسارعت في الأيام القليلة الماضية على الرغم من تزايد الإحباط بسبب التأخير، وحذر بعضهم من أن تحقيق انفراجة كبيرة أمر غير مرجح.

وجاء في تقرير رويترز:

قال خمسة من المصادر إن الحكومة السورية الانتقالية أرسلت مقترحا إلى قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتسيطر على شمال شرق البلاد.

وأضاف أحد المسؤولين السوريين ومسؤول غربي وثلاثة مسؤولين أكراد أن دمشق عبرت في الاقتراح عن انفتاحها على أن تعيد قوات سوريا الديمقراطية تنظيم مقاتليها، وعددهم نحو 50 ألف مقاتل، في ثلاث فرق رئيسية وألوية أصغر شريطة أن تتنازل عن بعض سلاسل القيادة وتفتح أراضيها لوحدات الجيش السوري الأخرى.

* "حفظ ماء الوجه"

لم يتضح ما إذا كانت الفكرة ستمضي قدما أم لا، وقللت عدة مصادر من احتمالات التوصل إلى اتفاق شامل في اللحظات الأخيرة، قائلة إن هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات. ومع ذلك، قال مسؤول بقوات سوريا الديمقراطية "نحن أقرب إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى".

وقال مسؤول غربي ثان إن أي إعلان في الأيام المقبلة سيكون هدفه جزئيا "حفظ ماء الوجه" وتمديد المهلة والحفاظ على الاستقرار في دولة لا تزال هشة بعد عام من سقوط الرئيس السابق بشار الأسد.

وذكرت معظم المصادر أن من المتوقع ألا يرقى أي شيء، تفرزه هذه المساعي، إلى مستوى الاندماج الكامل لقوات سوريا الديمقراطية في الجيش ومؤسسات الدولة الأخرى بحلول نهاية العام، وهو المنصوص عليه في اتفاق تاريخي بين الجانبين أبرم في 10 مارس آذار.

ويهدد الفشل في رأب الصدع الأعمق المتبقي في سوريا بإشعال صدام مسلح قد يعرقل خروجها من حرب استمرت 14 عاما، وربما يستدرج تركيا المجاورة التي تهدد بالتدخل ضد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين.

ويتبادل الجانبان الاتهامات بالمماطلة والتصرف بسوء نية. فقوات سوريا الديمقراطية لا ترغب في التخلي عن الحكم الذاتي الذي فازت به باعتبارها الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خلال الحرب، التي سيطرت بعدها على سجون تنظيم الدولة الإسلامية وموارد النفط الغنية.

وقالت عدة مصادر إن الولايات المتحدة، التي تدعم الرئيس السوري أحمد الشرع وتحث على دعم عالمي لحكومته الانتقالية، نقلت رسائل بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق وسهلت المحادثات وحثت على التوصل إلى اتفاق.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن توماس برّاك السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا يواصل دعم وتسهيل الحوار بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، قائلا إن الهدف هو الحفاظ على الزخم الذي يدفع نحو دمج القوات.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على جزء كبير من شمال شرق سوريا حيث يوجد معظم إنتاج البلاد من النفط والقمح، وذلك بعد هزيمة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في 2019.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها تنهي عقودا من القمع ضد الأقلية الكردية، لكن الاستياء من حكمها تنامى بين السكان الذين يغلب عليهم العرب، بما في ذلك الاستياء من التجنيد الإجباري للشباب.

وقال مسؤول سوري إن الموعد النهائي للاندماج في نهاية العام ثابت ولا يمكن تمديده إلا "بخطوات لا رجعة فيها" من قوات سوريا الديمقراطية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!