بولنت إرانداتش - صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

في سياق الدور العالمي الذي تسعى تركيا الجديدة الى قيادته قام رئيس الجمهورية التركية اردوغان بزيارة الى قيادة الدول الخمسة العظمى المسيطرة والمتحكمة في أطراف هذا العالم، فلقد بدا سيادة الرئيس زيارته الى فرنسا فالتقى برئيس الوزراء الفرنسي هولند في 21 تموز، ثم التقى بنظيره الأمريكي الرئيس أوباما في 23 تموز، واستمر في رحلته هذه الى روسيا ليلتقي بقائدها بويتن في 26 تموز الجاري، ثم اتبع زيارته اليوم الى الصين.

تأتي هذه الزيارات العالمية وهذه اللقاءات بين القيادات في إطار الدبلوماسية العالمية، لكن زيارة الصين تأتي في توقيت أكثر أهمية للسياسية الخارجية التركية لأنها تأتي في سياق الحديث عن مشكلة اتراك الأغور وما يعانوه من ظلم ومأساة من قبل الحكومة الصينية، ولأنها تأتي أيضا في سياق الحديث عن رسم خريطة جديدة للقوى العالمية في الشرق الأوسط، وما تمثله العلاقة التركية الصينية في معركة الطاقة العالمية ومشروعهما في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط.

في بداية الرحلة كانت محادثات اردوغان واوباما والتي تناولت الدور التركي في الشرق الوسط وبالذات في العراق وسوريا، فقد تطرقت الى دور تركيا لإحلال السلام في العراق وسوريا والى خيارات السلام في المنطقة. ثم كانت محادثات اردوغان مع بويتن التي تناول بها الطرفان الازمة السورية وما يجب ان تكون عليه المرحلة الانتقالية بحكومة مستقلة ترعى امال الشعب السوري واحلامه. ثم كانت لقاء الرئيس اردوغان مع رئيس الوزراء الفرنسي هولاند، وقد تحثو عن الازمة السورية وما ينبغي على فرنسا فعله تجاه هذه الازمة، وان على فرنسا لعب دور أكبر في حلها.

اما لقاءات الصين فستكون في إطار التأثير الكبير الذي أصبحت عليه الصين، فقد أصبحت اليوم مثل روسيا وأمريكا في تأثيرها العالمي بسبب الطاقة الضخمة التي تحتاجها، وبسبب تأثيرها الكبير في اسيا وافريقيا، وبسبب علاقتها القوية مع الدب الروسي ودورها الكبير في الأمم المتحدة. ويأتي هذا اللقاء أيضا في إطار محاولة انقرة واردوغان اقناع القيادة الصينية بما يلزم من اجل حل الازمة السورية ووضعها في صورة سورية ما بعد الأسد.

وتأتي هذه الزيارة الى الصين في سياق الجهود الاقتصادية والاتفاق التركي مع اتحاد شنغهاي الذي وقعه داوود اوغلو، وللتأكد على ان القيادة الجديدة المتمثلة بثنائية اردوغان وداوود أوغلو سائرة على الخط القديم، وتأتي هذه الزيارة أيضا في إطار تثبيت مكان تركيا كحلقة وصل بين العالم الغربي والشرقي، وفي إطار التحول الاقتصادي العالمي من الغرب الى الشرق.

عن الكاتب

بولنت إرانداتش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس