بيريل ديدي أوغلو - صحيفة ستار – نرجمة وتحرير ترك برس
بعد العمليات التي أطلقتها القوات المسلحة التركية على الإرهابين في سوريا وفي جبال تركيا مستهدفة بذلك كلا من التنظيمين الإرهابيين داعش وحزب العمل الكردستاني وفرعه السوري، بدأت التصريحات والمواقف السياسية تظهر وتبرز بشكل اكثر وضوحا فأخذت هذه المواقف تتباين بين موافق ومعارض.
كان من اهم هذه الآراء موقف سيدة الساحة الولايات المتحدة الامريكية التي أظهرت بشكل مبطن انتقادها لاستهداف حزب العمل الكردستاني ودعته بالحليف على الأرض، واظهرت تلك التصريحات من المسؤولين الأمريكيين بان واشنطن قد تتغاضى عن استهداف الجناح العسكري للحليف الكردي كما تصفه، لكن لن تسكت عن استهداف الجناح السياسي في تركيا المتمثل بحزب الشعوب الديمقراطية، وكذلك لن تسكت عن الاستهداف المتكرر للحليف على الارض من وحدات حماية الشعب الكردي والذي يعتبر الفرع السوري لحزب العمل الكردستاني، الموقف السياسي بين انقرة وواشنطن بالنسبة لسوريا يصل اليوم لأفضل تقراب ممكن بين الطرفين، لكن الاستهداف للشريك الكردي حسب الإفادة الامريكية قد تغير من حقيقة هذا التقارب.
اما الموقف الألماني فكان أكثر وضوح بشأن الاستنكار لقصف وضرب حزب العمل الكردستاني، فقد دعت المانيا الى ان تكون الحملة التي تقوم بها تركيا ضمن الخطة العامة التي ترتاضيها المانيا، فألمانيا ترى ان التدخل التركي يجب ان يكون في إطار التحالف الدولي لقتال داعش او في إطار الناتو، اما اللفات في الموقف الألماني هو الوضوح وعدم المواربة التي ظهرت في الموقف الأمريكي.
اما الموقف الفرنسي فجاء كما كانت سابقاتها، فقد دعت الى ترك قتال الحليف الكردي والتركيز على قتال داعش، وكان لفرنسا في هذا الطرح الكثير من الأسئلة والمتسائلات التي تدفع الى حشد الراي العام العالمي الى ما ترى، وكان اقتراحها ان على تركيا دخول التحالف الدولي لتكون واجهتها في حرب داعش، اما في حال لم يكون ذلك كان اقتراحها ان يصبح الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الامريكية هو تركيا بدل الحليف الكردي، لكن هذا الطرح لم يرق لجارتها بريطانيا التي ترى فيه تقليل من قدرتها على المناورة السياسية.
اما الموقف في الشرق الأوسط فان إيران ترى في العملية التركية النقيضين، فهي ترى في حرب داعش مساعدة للاسد، لكن تعلم ان الموقف التركي لن يتوقف عند محاربة داعش، اذ ان تركيا ترى من الأسد العدو الأساسي للثورة السورية وهو ما يرتب على تركيا الكثير من المواقف والاتجاهات السياسية التي ترى إيران فيها خطر يهدد مصالحها بالمنطقة. اما الموقف الروسي وكأنه يقول لا دخل لي بحزب العمال الكردستاني في تبرئه منه وان حربه لا تعنيه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس