بولنت إرانداتش - صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
سايس بيكو جديد عائد للمنطقة، نعم ان القوى العالمية تُحضر وتتحضر من اجل انتاج شرق أوسط جديد، فما هو دور تركيا في هذه اللعبة؟ اما ان تركيا ستبقى مكتوفة الايدي؟ في أساليب إدارة السياسيات الداخلية للبلاد تعمد الدول الكبرى الى وضع سياساتها الداخلية والخارجية بإدخال كل العوامل المؤثرة الممكنة مع محاولة استيعاب للدول المجاورة ومن ثم الأقرب فالأقرب، في سياق هذه الرؤية؛ فان تركيا وفي هذه اللحظات التاريخية يجب ان تكون حذرة ومتيقظة لكل ممكن.
موقع تركيا الاستراتيجي في قلب العالم الحديث والقديم على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود بين القارات الثلاث اسيا أوروبا وافريقيا، يتركها في موقف صاحب الواجب للأتراك والعالم الإسلامي في المستوى الثاني وكمستوى ثالث العالم كله.
موقعها الاستراتيجي يحتم عليها اتخاذ استراتيجيات معينة، مثل الاستراتيجيات البحرية؛ فتنطلق تركيا بصناعة السفن والأسلحة البحرية في سبيل بسط شيء من السيطرة والقوة في البحر الأبيض الذي تغتصبه القوات الأوربية لأكثر من 100 عام، كل هذا وأكثر من خطط واستراتيجيات لتعود تركيا الى دورها الريادي في العالم، ولتكون في الطليعة؛ فان اردوغان وداوود اوغلوا الذين يمثلان ثنائية القيادة الجديدة لتركيا يطمحان لهذا وأكثر.
في 15-16 من شهر نوفمبر القادم ستكون احداث اجتماعات مجموعة العشرين بقيادة اردوغان في هذه الجولة؛ التي ستقام في انطاليا، وستعلن المنطقة التي ستقام فيها منطقة امنية قبل الاجتماع بإسبوع، ولن تطير في أجواء انطاليا في تلك الفترة طائرة، وستكون تركيا عند حسن الضيافة وحسن القيادة لهذه الدورة؛ لان كل تركيا ستكون على قلب رجل وحد في اهم اجتماع لعام 2015، الذي سيحدد سياسيات العالم الاقتصادية وتحركاته السياسية، فتركيا التي تعتبر اليوم من الرياديين في عالم الاقتصاد والسياسية ستعيش لحظات تاريخية في تالك الساعات، لتُرسم من بعدها شكل اقتصاد تركيا واقتصاد اقوى دول العالم.
في خضم كل هذه اللحظات المهمة؛ سيكون من غير المنطقي ومن انعدام الحكمة ان تجرى الانتخابات المبكرة في 22 من شهر نوفمبر القادم، ففي تحضيرات هذا الاجتماع العالمي يجب ان يكون رئيس الجمهورية الطيب اردوغان قوي بمساعديه وحكومته.
ولان دورنا في قيادة جديدة لمجموعة العشرين ستكون بعد 20 سنة قادمة يجب ان يكون رئيسنا اردوغان قوي بحكومته، وعليه فان انتخابات في 1 من شهر نوفمبر ستكون الحل، ويمكن اقامتها بدون معارضة القانون الأساس، اذ ان القانون الأساسي يتيح مثل هذه الإجراءات.
لتنجح تركيا في إيصال رسائلها للعالم اجمع عبر ثنائية القيادة اردوغان وداود اوغلو؛ فان انتخابات مبكرة في 1نوفمبر او ما قبله يكون الحل والخيار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس