إبراهيم قراغول - صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
كانت زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يجب ان تكون في الايام الماضية، لكن ولسبب من الأسباب تم تأجيلها، ولا اعتقد ان سبب التأجيل هو تعارض في البرنامج او ما شابهه، بل اعتقد ان السبب ينبع من اشتعال الأجواء بين تركيا وإيران في الآونة الأخيرة؛ وبالذات بعد توقيع الاتفاق النووي، فإيران والإعلام الإيراني بدأ يظهر عليهم وكان وصايتهم على الشرق الوسط من البحر الأبيض وحتى البحر الأحمر هي حقيقة، وبدأت في نفس الوقت وسائل اعلامهم تتصرف بناء على هذه الحقيقة، فكان الهجوم الغير مبرر على اردوغان وعائلته.
تسعى إيران بعد الاتفاق النووي استهلال الوصاية على المنطقة، فتريد الوصول الى البحر الأسود عن طريق استخدام حزب العمال الكردستاني؛ الذي بدأت تغازله في الأيام القليلة الماضية، وتسعى عبر حلفائها في سوريا والعراق للوصول الى البحر الأبيض المتوسط، وكذلك فان خطتها للوصول الى البحر الأحمر عبر المملكة العربية السعودية، بدأت تتضح معالمها بعد الانقلاب الحوثي في اليمن.
نرى الاطماع الإيرانية وقد استهدفت السعودية وبالذات مكة المكرمة، وفي حال استمرت تغذية هذه الاطماع بالدافع المذهبي الشيعي كما نرى في سوريا والعراق ولبنان واليمن؛ او بالدافع العرقي كما نري في استخدام الاكراد، فان المنطقة مقبلة على كارثة اشبه ما تكون بحرب علمية ثالثة، فالأطماع الإيرانية متيقنة ومؤمنة بانها في طريق تغيير خريطة الشرق الأوسط.
في جوانب هذه الصورة القاتمة أرى اننا يجب ان نحذر ونخاف شديد الخوف مما نحن مقبلين عليه، ولهذا يجب ان نتحضر ونعد العدة لمواجه هذا التطرف الإيراني والتوغل التطفلي، وارى ان الدولة والحكومة الوحيدة القادرة على تأدية دور بهذه الصعوبة والاهمية وفي هذه الدرجة من التعقيد هي تركيا، فعلى تركيا وضع حد لهذا التطفل الإيراني وتلاعب إيران بأرواح العباد وتهديدها الصريح لبيت الله الحرام.
تسعى إيران وبأحلام فارسية الى السيطرة على دول الشرق الاوسط عبر وصل البحار الثلاث باستخدام توازنات السياسية الممكنة، وفي مقدمة هذه التوازنات استخدامها للمذهب الشيعي، فأطماع إيران الفارسية لم تكن وليدة الصراع السني الشيعي بل كان من أيام حرب الخليج وبداية الصراع الفارسي العربي الجديد، وتستخدم أيضا في حملتها هذه كل ما تملك من قدرات إعلامية تضليلية ممكنة في محاولة لتغييب وتحييد أكبر قدر ممكن من الأعداء المحتملين. إيران وبكل جدارة اجادت أسليب السياسة واستطاعت ان تتلاعب بحجار رقعة الشطرنج بكل ما اوتيت من حكمة وصبر فارسي قديم متجدد.
استطاعت إيران ان تدفع حدودها التي كانت مع العراق لتصبح اليوم مع البحر الابيض المتوسط، فهي تسيطر على العراق من أيام احتلال أمريكا لها، واليوم تسيطر على سوريا عبر ميليشياتها، وتسيطر على لبنان بحليفها الاستراتيجي حزب الله. اما في الطرف الاخر فهي على حدود السعودية بعد دخولها اليمن، وحسب توقعاتي فاني اعتقد انها ستضرب السعودية بعد ما يقارب السنتين. ستسعى إيران الى زيادة الاستقطاب السني الشيعي في المنطقة حتى تصح المنطقة عبارة عن قطبين كاملين، فتدور بينهم حرب باردة لتنتهي بحرب في قلب العالم الإسلامي في مكة المكرمة.
لقد بدأت معالم المعركة الحضارية القديمة في الظهور من جديد، فبعد الاتفاق النووي الايران بدى على إيران وهي تفاوض الغرب باسم فارس، كما بدى على الغرب كذلك انهم يفاوضون باسم الروم مع فارس، الامر الذي يدعم ادعاءاتي بان خطة الاستقطاب السني الشيعي انما هي وسيلة لإيران من اجل دخول مكة والسيطرة على السعودية وقلب العالم الإسلامي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس