ترك برس

مسجد السلطان محمد الفاتح (Fatih Sultan Mehmet) ليس مسجدًا وحسب بل يُعد أداة لتحديد أوقات الصلاة، وذلك من خلال الساعات الشمسية الموجودة على جدرانه، والّتي تتميّز بأنّها من أفضل وأدق الأدوات لتحديد الوقت المحلي والإقليمي للصلوات الخمس، لأن موعد الصلاة مرتبط بالوضع المحلي للشمس.

توجد ساعتان في الجهة الجنوبية الغربية لجامع السلطان محمد الفاتح بشكل عمودي، إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، بزاوية ميل 52 درجة شمسية جنوبا، وقد كانت بداية اليوم تعتبر عند العثمانيين عند غروب الشمس بتوقيت (12 + 12 = 24) بنظام يطلق عليه مصطلح "غروبي أذاني" ، وطالما أن الشمس تشرق على هذه الجهة بعد الظهر فهي تظهر أوقات ما بعده.

وحسب المواسم ترسم على الساعة خطوط منحنية "هيبربول" ويدل الخط الأدنى على الانقلاب الصيفي للشمس والخط الأعلى يدب على الانقلاب الشتوي لها أما في الوسط يكون خط الاعتدال(اكينوس).

وعند غروب الشمس يقع ظل القضيب على الخط الشرقي الغربي الممتد من أسفل القضيب إلى الشرق ويشير إلى تمام الساعة الثانية عشرة على شاشة الساعة، وهذا الوضع يعني أن يوما قد انتهى وبدا يوم جديد، وتصطف الأرقام من 12:00 حتى 4:29 للساعة على الحافة الطويلة للمثلث، ويمكن قراءة الساعة بشكل صحيح وسهل عندما يسقط ظل القضيب على هذه الأرقام.

وفي أيام الانقلاب الصيفي للشمس (أطول يوم يكون في 21 حزيران/ يونيو) تسقط أشعة الشمس على الحائط في الساعة 4:29، وتسير على الخط المنحني (هيبربول) وتغرب في الساعة 12:00 .

ويتنقل الظل خلال الساعة بين الخطوط الصغيرة كل 15 دقيقة ، وبين الخطوط الكبيرة كل 30 دقيقة، وفي المواقع المتوسطة يكون التحديد بإلقاء النظرة عليها، ولا يسقط ظل الشمس في الشتاء على الحائط الا في الساعة 7:31، وفي هذه الحالة يتابع خطوط "هيبربول" للاعتدال الخريفي، وفي اسطنبول يكون الفارق بين الصيف والشتاء 3 ساعات، ويقرا هذا الفارق من قيم الساعة المكتوبة بالأبجدية على يسار إطار الساعة.

وأما الساعة الصغيرة فمهمتها صلاة العصر، فقبل دخول وقت العصر بساعتين إلى بداية الصلاة تم تحديد الوقت بـ8 خطوط، كل منه يدل على 15 دقيقة، كما تم تحديد وقت العصر الأول والثاني بالخطين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!