أفق أولوتاش – أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
عصفت الازمات بالشرق الأوسط حتى اختلطت الأوراق وما عدنا نميز الخبيث من الطيب، وأكثر ما اختلطت به هذه الأوراق هو موضوع الإرهاب، فقد بات الكل يستخدم هذا المصطلح حسب ما يهوى ويروق له، فنرى تصنيفات للوائح لا توفق المعايير الإنسانية؛ حتى انطلق بعضٌ من الناس يُشرعن أحزاب إرهابية عُرفت بدمويتها وجرائمها البشعة، ان هذه الشرعنة للإرهاب تعتبر المنعطف التاريخي الأخطر في السياسية الحديثة مثل عملية شرعنه استخدام الأسلحة الكيمياوية التي قام بها بشار على الأبرياء والمكلومين من الشعب السوري الحر.
ان تصرفات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والازدواجية المقيتة، او حتى الحسابات السياسية الخبيثة؛ تعمل وبشكل أساسي على توطيد اساسات الحكم لمجرمين دكتاتوريين من أمثال المجرم بشار الأسد ونظامه. فبعد الضربات الكيمياوية التي قام بها نظام الأسد على دوما وعلى الغوطة الشرقية والتي مات فيها المئات من أبرياء ومدنيين سوريين؛ نرى ان المنظمات الدولية تغض الطرف عن كل هذه الجرائم ولا تصف هذا النظام المجرم الإرهابي ب "الإرهاب"!
نظام الأسد الذي قام بإنشاء وإعادة بعث للتنظيمات والجماعات الإرهابية أصبح اليوم المثال والملهم للتنظيم الإرهابي داعش وحزب العمال الكردستاني، فجرائم حزب البعث تبعث بكل اشكال الجرأة على الأفعال لكلا التنظيمين الإرهابيين. وآخر الصيحات الإرهابية التي خرج علينا بها حزب العمال الكردستاني؛ تارة ما نراه وهو يضع يده بيد دول إقليمية ودولية، وتارة اخرى نراه يعادي ويساوم الحكومة التركية. فالتنظيم الإرهابي يرى في نفسه القوة ليساوم حكومة تركيا عبر وساطات او دول مثل المانيا التي عبرت بتصريحات مسؤوليها بان ما تقوم به تركيا من عملياتها العسكرية على حزب العمال الكردستاني انما هو اعتداء نتيجة فقدان البوصلة!
في نفس الوقت نرى ان هذه الدول بعد ان وقفت موقف المُدافع عن الحزب الإرهابي حزب العمال الكردستاني زادت على ذلك تسليح ودعم المنظمات الإرهابية! فالغرب يرى في حزب العمال الكردستاني الحمل الوديع! فأي حمل ذلك الذي يفجر ويدمر ويقوم بالعمليات الإرهابية من عمليات انتحارية وغيرها؟ وأي حمل هذا الذي يقوم بكل ما تقوم به مليشيات الضلال مليشيات داعش؟
في النهاية أتذكر تلك النفوس المريضة من أحزاب المعارضة التي ترى معادة رئيس الجمهورية اردوغان ورئيس الوزراء احمد داوود اوغلو وحزب العدالة والتنمية مبررا ودافعا لتتعاطف ثم تدعم حزب العمال الكردستاني، فبعد ان باعت بعض تكتلات المعارضة ضمائرها ورمت أنفسها في أحضان وساوس الشيطان؛ بتنا نرها اليوم وهي تدافع عن الإرهاب المجرم؛ ولهذا فاني لا استغرب إذا سمعنا ورأينا في المستقبل القريب او البعيد هذه المعارضة وقد بدأت تدافع عن داعش التي تصف اردوغان بالطاغوت!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس