حمزة تكين - أخبار تركيا
بالأمس قرّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إعادة الانتخابات البرلمانية في تركيا بعد التشاور مع رئيس البرلمان عصمت يلماز، واستنادًا للصلاحيات الممنوحة له وفقًا للمادتين 104 و116 من الدستور التركي، لتعلن الهيئة العليا للانتخابات بشكل رسمي أن 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 سيكون موعدا لهذه الانتخابات.
إعادة الانتخابات، تأتي بعد أن فشلت المفاوضات التي أجراها رئيس الوزراء المكلف، رئيس حزب العدالة والتنمية، أحمد داوود أوغلو، مع رئيس حزب الشعب الجمهوري “كمال قليجدار أوغلو”، وزعيم حزب الحركة القومية “دولت باهجة لي”، بهدف تشكيل حكومة ائتلافية.
اختيار تاريخ 1 نوفمبر 2015 ليكون موعدا لهذا الحدث الديمقراطي، الذي تفتقد لمثيلاته كثير من الدول في العالم، كان بحكم أن المادة 116 من دستور تركيا، تنص على أنه يمكن للرئيس بعد التشاور مع رئيس البرلمان، اتخاذ قرار بإجراء انتخابات جديدة، في حال فشل الحزب المكلّف بتشكيل حكومة خلال 45 يومًا من انتخاب ديوان رئاسة البرلمان الجديد، وتجرى الانتخابات، بحسب القانون، في الأحد الأول بعد مرور 90 يومًا على صدور القرار.
وفعلا، مع حلول الأول من نوفمبر المقبل، ستكون هذه الأيام التسعين قد انقضت، حيث أن داوود أوغلو قد كُلف بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة في 9 تموز/يوليو الماضي.
إذا، هي محض صدفة أن يكون موعد إعادة الانتخابات، في هذا التاريخ، والذي يصادف الذكرى الـ93 لإلغاء منصب سلطان الدولة العثمانية، على يد مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، في سياق التغييرات التي أجراها في النواحي السياسية والقانونية والثقافية والاجتماعية وفقا لأيديولوجيته الخاصة، التي كانت موجودة في ذاك التاريخ عند كثير من متصدري الحكم في بلدان الشرق الأوسط.
هذه الصدفة، ربما ستكون بريق خير للإنطلاق بقوة أكبر في المسيرة التي بدأها حزب العدالة والتنمية في تركيا قبل 13 عاما، مسيرة العدالة للجميع والتنمية للجميع، والشواهد على ذلك بالمئات، ليس مجال ذكرها الآن، وقد ذكرناها في مقالات سابقة.
1 نوفمبر 2015، سيكون إنطلاقة جديدة لهذا الحزب الذي تعوّل عليه كثير من فئات الشعب التركي، من أجل مزيد من التطور والازدهار في البلاد، وتعوّل عليه فئات واسعة جدا من أبناء الأمة للإنطلاق بها من جديد وإعادة، ولو شيء قليل، من ذاك العز الذي عاشت في كنفه الأمة جمعاء، وأطيح به مع إلغاء منصب الخليفة العثماني في 1 نوفمبر 1922.
1 نوفمبر 2015، تاريخ سيكون حزب العدالة والتنمية قد عالج الأمور التي تسببت بتراجع نسبة الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الماضية، خاصة وأن البروفيسور أحمد داوود أوغلو وصف ما سيكون فيه بأنه “لقاح، قد تشعر بسببه بألم خفيف، لكنه سيجلب الصحة والفائدة للجسم”، على عكس البتر المؤلم الذي وقع قبل 93 عاما.
1 نوفمبر 2015، سيكون عرسا ديمقراطيا، يُسر به الشعب التركي، ويفرح معه أبناء الأمة، بنصر مسيرة شعارها “من جديد… بسم الله”، مسيرة لا تعرف اليأس، بل تعرف كيف تعود لتنهض من أي كبوة قد تُصاب بها، عرس ديمقراطي متجدد لا يشبه إقصاء عام 1922.
1 نوفمبر 2015، سيتحول الى محطة جديدة يؤكد فيها الشعب التركي وقوفه ضد الإرهاب والإرهابيين، من خلال دعم خيار محاربة رأسَي الإرهاب اللذين يهددان حاليا الأمن القومي التركي، منظمة “العمال الكردستاني” الإرهابية، وتنظيم “داعش” الإرهابي، هذا الإرهاب الذي كان مثيله قبل حوالي 100 يحارب الخلافة الإسلامية العثمانية، التي كانت تحتضن كل الأعراق والقوميات تحت راية واحدة، نفتقدها اليوم.
1 نوفمبر 2015، سيكون موعدا لتأكيد الولاء لمسيرة عدالة وتنمية نتوق إليها منذ عشرات السنوات، في ظل افتقاد أية عدالة وأية تنمية في كثير من نواحي أمتنا المشرذمة.
حقيقةً، والأملُ بالله تعالى أولا، وبالمخلصين ثانيا، مع دعاء أحبابنا في أمتنا التي نتشرف بأن نكون خدما عند أبنائها، لن يكون 1 نوفمبر 2015 مثل 1 نوفمبر 1922.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس