جلال سلمي - خاص ترك برس
يشير البروفسور الدكتور جناب تشاكمك، في دراسة تقييمية للوضع العام للسياسة الخارجية التركية بعنوان "السياسة الخارجية العامة وخطوطها الأساسية" نُشرت على الصفحة الرئيسية لمركز الأبحاث الاستراتيجية "بيلغاسام" بتاريخ 13 حزيران/ يونيو 2012، إلى أن "الصورة العامة للسياسة الخارجية التركية اتضحت بعد تولي حزب العدالة والتنمية للحكومة عام 2002 على أنها سياسة انفتاحية على الجميع بلا استثناء القريب والبعيد العدو والصديق دون أي تمييز أو تفرقة بهدف مواكبة العولمة وتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة القومية السياسية والاقتصادية والفكرية والإعلامية التأثيرية".
ويوضح تشاكمك بأن"السياسة الخارجية التركية بعد 2002 أصبحت أكثر وضوحًا ودقة إذ أصبحت سياسة مُحددة ومرتبطة بخطط وخطوط ونظريات ومسلمات سياسية اقتصادية إعلامية اجتماعية فكرية، أُعِد جُلها من قبل مهندس السياسة الخارجية التركية أحمد داودأوغلو، تجعل منها سياسة ذات صورة استراتيجية انفتاحية عولمية منظمة ومُرتبة ومحتوية على خطط بديلة للتعامل مع جميع التغيرات الطارئة على السطح".
ويبين تشاكمك أن "الصورة العامة للسياسة الخارجية التركية بعد عام 2002 اتسمت بالتسامح وغض النظر عن الماضي فسعت إلى التقارب مع جميع الدول المجاورة بناءًا على أسس نظرية "تصفير المشاكل"، النظرية الخاصة بالسيد الأكاديمي وزير الخارجية التركي ورئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو، وسعت إلى تطوير علاقتها مع جميع دول الجوار والعالم بلا استثناء إذ طورت علاقتها المتدهورة مع اليونان وسوريا والعراق والاتحاد الأوروبي وغيرهما الكثير من الدول والاتحادات المجاورة لها والمشتركة معها في العديد من المصالح، وما زالت السياسة الخارجية التركية تمضي على نفس ذات النمط وإن طرأ عليها بعض التغيرات بعد انطلاق ثورات الربيع العربي إلا أن الصورة الانفتاحية والمُصفرة للمشاكل ما زالت كما هي ولكن تريد تركيا الآن انتهاج هذه السياسة مع الشعب الثائر المطالب لحريته وليس مع الأنظمة الجائرة".
ويضيف رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية التابع لوزارة الخارجية التركية بولنت أراس، في تقرير أكاديمي بعنوان "دور مراكز الأبحاث الاستراتيجية في السياسة الخارجية التركية" بأنه "لا نستطيع أن نخفي سرًا أن أحمد داود أغلو ونظرياته وكتبه وعلى رأسهم "العمق الاستراتجي" و"الخطط البديلة" ونظرية "تصفير المشاكل" ونظرية "التنوع في المشاركة الدبلوماسية لدى المنظمات الإقليمية والدولية" هم العناصر الأساسية الراسمة للصورة العامة للسياسة الخارجية التركية في وقتنا الحالي".
ويوضح أراس في تقريره أيضًا أن "الدليل على أن الصورة العامة للسياسة الخارجية أصبح مرتبطة بنظريات وكتب ومخططات أحمد داود أوغلو؛ هي السياسات التطبيقية الفعلية المُتبعة في السياسة الخارجية التركية إذ أصبحت السياسة الخارجية التركية تتسم بأنها سياسة انفتاحية داعية للسلام والتسامح ومواكبة العولمة والنظر للمستقبل وغض النظر عن الماضي كما أنها سياسة متنوعة مابين سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية وتاريخية وثقافية وإعلامية على جميع الأصعدة".
ويردف أراس في تقريره أن "هذه السياسات وإن تعطلت بشكل جزئي نسبي في الفترة الحالية بسبب الثورات العادلة التي انطلقت في بعض الدول العربية إلا أن تركيا ستستمر في سياستها الانفتاحية التي تستهدف الانفتاح على الشعوب وجعلها تؤمن بأهدافها التي تسعى من خلالها إلى نشر المحبة والتسامح والانفتاح الاجتماعي والاقتصادي بين جميع الشعوب والشعب التركي وستنجح تركيا في ذلك لأن السياسات التي تستهدف الشعوب عادة ما تكون طويلة الأمد أكثر من تلك السياسات التي تكون خاصة بالحكومات أو الأنظمة السياسية".
وحسب أراس؛ أصبحت صورة السياسة الخارجية التركية العامة واضحة وبينة، وأصبحت خططها التكتيكية والاستراتيجية التي يمكن من خلالها معرفة صورتها العامة في متناول الجميع وليست خفية على أحد وذلك لأنها تُخطط وتُهندس من قبل أحمد داود أوغلو الذي نشر كتبه ونظريته قبل سنوات وبين من خلال كتبه ما يجب على الحكومة التركية اتباعه من أجل جعل تركيا دولة قوية مواكبة لجميع التغيرات الجارية في المنطقة والعالم أجمع، وبعد تولي أحمد داود أغلو لزعامة حزب العدالة والتنمية ومن ثم رئاسة الوزراء أصبحت إمكانية تطبيق السياسات النظرية الخاصة بها قريبة أكثر للتطبيق والتنفيذ وإن ترك أحمد داود أوغلو رئاسة الوزراء حتى فإن تطبيق السياسة الخارجية بنفس النهج سيستمر لأنها أصبحت سياسة مؤسسية تبتها الدولة بشكل رسمي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!