بيريل ديدي اوغلو - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

في الوقت الذي يستهدف فيه تنظيم داعش الاكراد في كل من سوريا والعراق نرى أن حزب العمال الكردستاني يدير وجهه الى تركيا متجاهلا معركته الحقيقية مع هذا التنظيم المتوحش، وفي الوقت الذي يُعتبر فيه حزب العمال الكردستاني من أكثر الأطراف الفاعلة والقادرة على قتال داعش نراه يُهدر دماء المدنيين والأبرياء في تركيا، ألا يدعونا هذا للتساؤل؟

كان داعش يهدف من وراء افعاله وعملياته الواسعة والمتعددة الى تشكيل نوعين من التحالفات؛ الأول: هو تحالف غربي أوروبي باسم الناتو أو دول الأعضاء في الناتو؛ فقد أراد لهذه الدول أن تدخل في المعارك الجارية بسوريا والعراق، وأراد كذلك دخول تركيا برياً الى الوحل السوري العراقي. ولقد ظهرت رغبة التنظيم بهذا عندما رأيناه يهاجم أوروبا وتركيا باستمرار، لكن وفي الطرف الآخر رأينا دول التحالف وقد أظهرت قدراً كبيراً من الليونة فلم تنجر لما أراده التنظيم وتركت الساحة للولايات المتحدة الأمريكية وتركيا التي لم تنجر الى تلك الحرب البرية رغم كل الاستفزازات المتواصلة.

لقد كانت معركة عين العرب (كوباني) الأخيرة آخر حلقات داعش لدفع تركيا نحو التدخل في سوريا، الامر الذي كاد أن يجبرها على اختيار الخيار الصعب، فقد همت تركيا لتدخل سوريا باسم الدفاع عن كوباني وتلبية نداء المسيرات الكردية الغاضبة. لكن تركيا لم تقم بأي من الخيارين السابقين، فلقد علمت القوات العسكرية التركية بأن تدخلها في الحرب السورية الداخلية لن يكون إلا بمثابة جسر العبور للتحالف الغربي؛ الذي بدوره سيتخلص من هذا الجسر ويرمي بتركيا بعد استوفاء حوائجه منها.

وعندما لم تنجح خطته في جذب التحالف الغربي؛ لجئ التنظيم الى التحالف الثاني؛ والذي تمثل بتحالف الاكراد في العراق وتركيا وسوريا، وكان دور تركيا واضحاً وجلياً في محاولة إبطال هذا التحالف؛ وما زالت هذه الجهود مستمرة، فقد توجهت تركيا بخطابها للمؤسسات والتنظيمات الشرعية في سوريا والعراق من أجل إبطال خطة داعش، وكان نظام الحكم في أربيل هو صاحب الفضل الكبير في هذا النجاح.

في خضم كل هذه التطورات دخل حزب العمال الكردستاني الى الحدث ليستلم الراية من داعش الذي فشل في تنفيذ مخططاته؛ ليحاول من بعده حزب العمال الكردستاني إشعال الحرب الأهلية في تركيا من جبل قنديل. قد يبدوا للناظرين بأن كل من حزب العمال الكردستاني وداعش متناقضين ومتضادين، لكن الحقيقة غير ذلك، فما كان تنطيم داعش يسعى لتنفيذه قام به حزب العمال الكردستاني، فقد قام بتنفيذ وصايا داعش الدموية بحذافيرها.

وحقيقة الامر توضح بأن القوى العالمية الكبرى لا تهتم بعدد القتل أو بمن يقتل فكل ما تريده هو تنظيم يؤدي دوره في الفترة المرحلية. فهل داعمي داعش هم نفسهم داعمي حزب العمال الكردستاني؟ الأمور الى الأن غير واضحة، لكن ما نعلمه يقينا هو أنّ هذه الحرب ليست بحرب تركية؛ وأنّ التدخل التركي هو مطلب الدول الأخرى. ونعلم أيضاّ بأنه ومن أجل افساد هذه الخطط يجب أن تقوم تركيا ب1 ) زيادة التنسيق بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية من أجل إيجاد حلول حقيقية 2) رفع مستويات ضبط النفس الى أقصى حدودها عند الشعب التركي.

عن الكاتب

بريل ديدي أوغلو

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس