أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
مما لا شكّ فيه أنّ تنظيم العمال الكردستاني (PKK) بالاشتراك مع اتحاد المجتمعات الكردية (KCK)، يحاولان في هذه الأثناء إبعاد حزب الشعوب الديمقراطي عن مركز الثقل السياسي الكردي أو تحويله إلى تكتّل سياسي صغير يستطيعون السيطرة عليه وإدارته بالشكل الذي يرونه مناسبًا لمصالحهم وغاياتهم.
أمّا بالنسبة لحزب الحركة القومية (MHP) فإنه يرغب في إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي بالكامل وإبعاده عن الحياة السياسية التركية بالإضافة إلى اعتقال قياداته وزجّهم في السجن.
وفيما يخصّ حزب العدالة والتنمية، فإنّه يهدف إلى استعادة الناخب الكردي الذي انحاز إلى جانب حزب الشعوب الديمقراطي خلال انتخابات 7 حزيران/ يونيو الماضي، مجدّدًا إلى صفوفه وإزاحة حزب الشعوب الديمقراطي عن مفاوضات عملية المصالحة الوطنية بين الأتراك والأكراد وتسيير أمور هذه المصالحة مع وجهاء الأعيان الأكراد.
أمّا حزب الشعب الجمهوري (CHP) الذي يعتبر أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا، فإنّه منقسم إلى قسمين، قسم منهم يوافق حزب الحركة القومية في رؤيته حيال ما ينبغي فعله بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطي، وقسم آخر لا يعبّر عن رأيه بشكل صريح.
ولا ننسى أنّ رأي الدّولة التركية فيما يخصّ مصير حزب الشعوب الديمقراطي. فالدّولة أيضًا ترغب في رؤية هذا الحزب عبارة عن تكتّل سياسي صغير.
من المعلوم أنّ حزب العدالة والتنمية اتبع سياسة التهجّم على حزب الشعوب الديمقراطي خلال حملاته الانتخابية التي سبقت انتخابات السابع من حزيران الماضي، وذلك بغية حصد المزيد من أصوات الناخب الكردي، كما كان الهدف من هذه الاستراتيجية، حصد أصوات القوميين الموالين لحزب الحركة القومية. إلّا أننا رأينا أنّ هذه الاستراتيجية أثبتت فشلها عقب إعلان نتائج الانتخابات الماضية. ومن خلال تحليلنا لنتائج الانتخابات الأخيرة يمكننا أن نستنتج بأنّ قسم من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم لحزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2011 وخلال الانتخابات الرئاسية، قد أدت بأصواتها خلال هذه الانتخابات لحزبي الشعوب الديمقراطي والحركة القومية.
وفي حال اتبع العدالة والتنمية نفس الاستراتيجية التي اتبعه خلال انتخابات 7 حزيران الماضي، فإنّ احتمال استعادة الأصوات الكردية يبدوا ضئيلًا للغاية. لكن في المقابل، فإنّ احتمال انزلاق قسم من مؤيدي حزب الحركة القومية إلى صفوف العدالة والتنمية يبدوا قويًا في حال تمّ اتباع هذه الاستراتيجية خلال الانتخابات المقبلة.
من الواضح ضمن هذه الظروف الراهنة، أنه من الصعب تصفية حزب الشعوب الديمقراطي خلال الانتخابات القادمة، وإنّ تصفية هذا الحزب لن يتم عن طريق صناديق الاقتراع. وإذا كان ولا بدّ من إبعاد هذا الحزب عن الحياة السياسية في تركيا، فإنّ ذلك يتم بطرق أخرى بعيدة عن صناديق الاقتراع وهذه الطرق غالبًا ما تكون منافية لمبادئ الديمقراطية.
ومما لا شكّ فيه أنّ كافة الأكراد، الموالين لحزب العمال الكردستاني والمعارضين لهذا التنظيم، سوف يبدون نفس الاستياء والسخط في حال تمت محاولة تصفية حزب الشعوب الديمقراطي من الحياة السياسية التركية بالطرق الأخرى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس