جلال سلمي - خاص ترك برس
أوردت وسائل الإعلام التركية بأن حزب العدالة والتنمية يُعد الحزب السياسي الأول في تركيا الذي قام بالشروع بطرح الأسس والمبادئ الخاصة بحملته وبرنامجه الانتخابي في ضوء الاستعداد للانتخابات البرلمانية المرتقب إجراؤها بتاريخ 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.
في وقتنا الحالي يُعد حزب العدالة والتنمية حزب الصدارة في تركيا، فهو الحزب الوحيد الذي استطاع قيادة تركيا لمدة 13 سنة متتالية وهو حزب الأغلبية الأكبر في تركيا وهو الحزب الوحيد ذو الخطط والبرامج الواقعية المتنوعة في تركيا، وبعد تحقيق حزب العدالة والتنمية لنجاحات باهرة من خلال برامجه وخططه الانتخابية أصبحت جميع الأحزاب السياسية الأخرى في تركيا تحرص على موازة حزب العدالة والتنمية في الخطط والبرامج الانتخابية للتمكن من الحصول على نسبة أصوات جيدة من الشعب الذي أصبح على قناعة تامة بالأساليب والخطط التي يتبعها حزب العدالة والتنمية في برامجه الانتخابية.
وحسب العديد من الخبراء السياسيين والاجتماعيين بدأت الأحزاب السياسية الأخرى في تركيا اتباع أو التقرب من نهج حزب العدالة والتنمية الانتخابي بعد الانتخابات البرلمانية لعام 2011 إذ بدأحزب الشعب الجمهوري "اليساري الشيوعي" باستخدام المصطلحات الدينية في حملاته الانتخابية وأكد هذه الخطوة بعد قبوله برئيس منظمة المؤتمر "الإسلامي" السابق أكمل الدين إحسان أوغلو كمرشح مشترك له في الانتخابات الرئاسية مع الأحزاب المعارضة الأخرى وكما قام بطرح العديد من الخطط الاقتصادية الموازية أو حتى المشابهة بشكل كامل لخطط حزب العدالة والتنمية.
ويضيف الخبراء أن الحركة القومية أيضًا أصبح يتبع نفس النهج وبدأ يطرح مبادئ وأسس حملاته الانتخابية من خلال موافقة حزب العدالة والتنمية المبادئ والأساليب وقيامه باستقطاب أكمال الدين إحسان أوغلو في الانتخابات البرلمانية الأخيرة أكبر دليل على اقتناعه بتقرب المواطنين الأتراك إلى الأحزاب ذات الشعار الإسلامي.
وفي شأن متصل بذات السياق يبين فخر الدين ألتون، في مقال سياسي له بعنوان "لا داعي للراحة، لنستمر في الطريق" نُشر في جريدة صباح التركية بتاريخ 14 أيلول/ سبتمبر 2015، بأنه "من اللافت للانتباه بأن حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب الشعوب الديمقراطي لم يطرحوا أي برنامج انتخابي إلى الأن وإن الحزب الوحيد الذي قام بطرح البرنامج الانتخابي هو حزب العدالة والتنمية فقط، وهذا ماتم خلال الانتخابات السابقة إذ أصبحت هذه الأحزاب تتحرك على أساس "دع حزب العدالة والتنمية يطرح فكرته المُخاطبة لعامة الناس بكافة فئاتها لنقوم نحن بالامتثال لتلك الأفكار القريبة من عقلية المواطن التركي ومن ثم نقوم بوضع أفكار مشابهة أو موازية لها لنكسب أصوات المواطنين المحافظين المعارضين لحزب العدالة والتنمية ولكن لم يجدوا البديل له".
ويشير ألتون إلى أن هناك العديد من الأدلة على ذلك حيث يؤكد أنه "وبالتحديد بعد انتخابات 2011 البرلمانية أصبحت الأحزاب السياسية التركية المتنوعة مابين يسارية شيوعية وقومية متعصبة مقتنعة وبشدة بأن الأفكار والطروحات القريبة للدين والشريعة هي أكثر نفعا ً لتحصيل نسبة أصوات جيدة وهذا ماجعل حزب الشعب الجمهوري العلماني اليساري المُعادي للدين والشريعة يقتضب بعض أساليب خطابه وبعض خططه من التعاليم الإسلامية وترشيحه لرئيس منظمة المؤتمر الإسلامي السابق أكمال الدين إحسان أوغلو كمرشح رئاسي مشترك بينه وبين الأحزاب المعارضة الاخرى كان أكبر خطوة عملية تؤكد قبول حزب الشعب الجمهوري بنجاعة التقرب إلى الأساليب والشخصيات الإسلامية".
وإلى جانب ألتون يؤكد رئيس التحرير في جريدة يني عقد التركية ساردار أرسافان، في دراسته التحليلية للمؤتمر العام الخامس لحزب العدالة والتنمية بعنوان "مؤتمر حزب العدالة والتنمية ضربة للأفكار العوجاء"، بأن "حزب العدالة والتنمية وقع في خطأ إغفال الخطط الاقتصادية المُخاطبة للروح الشخصية لأفراد الشعب التركي الأمر الذي جعل الأحزاب الأخرى تأخذ من ذلك فرصة وتستخدم أسس رؤية حزب العدالة والتنمية الاستراتيجية لعام 2023 مثل حزب الشعب الجمهوري الذي طرح فكرة جعل تركيا دولة مركزية بحلول عام 1925!!، هذه الفكرة أُخذت نسخًا ولصقًا من رؤية حزب العدالة والتنمية، ولكن حزب العدالة والتنمية تعلم من هذا الخطأ وطرح العديد من الأفكار والمشاريع الاقتصادية التي تستهدف تنمية وضع الطبقة المتدنية والوسطى، والآن بعد طرح حزب العدالة والتنمية خططه بشكل كامل وشامل ستكون هناك صعوبة حقيقية لدى الأحزاب الأخرى في إنتاج سياسات توازي هذه الخطط المُعدة بشكل واقعي ومُخاطب للروح الشخصية لدى المواطن التركي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!