يوسف كابلان - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
حارب الصلبيون الإسلام قبل ألف سنة لأسباب مختلفة، ونرى اليوم هذه الحرب تجري على أيدي أولادهم ولنفس الأسباب ولكن بأدوات أخرى. اليوم يحاربوننا من الخارج والداخل وباستخدام العلم ووسائل حضارية جديدة، يحابوننا اليوم باسم الإرهاب؛ وهم من يستخدم المنظمات الإرهابية لحرب الإسلام، كما يستخدمون حرب الوعي الجمعي عبر وسائل الإعلام.
كانوا في الماضي يحاربوننا بأنفسهم، لكنهم اليوم يحابوننا عبر المنظمات الإرهابية ووسائل الإعلام العالمية المنظمة بـ "الحرب الإعلامية الإباحية" عبر تعطيل القدرة الاستنتاجية والتحكم بالعواطف والمشاعر. إنها حرب قذرة التي يشنّونها عبر التحكم بعقول البشر. هل تريد مواجهة أوكرانيا؟ إذا أرادوا ذلك قاموا بتحريك كل وسائل الإعلام العالمية والمحلية عبر منظماتهم المركزية التي تجمعهم وتتحكم بهم، ثم يقومون بالتحريض والحشد، ليُتم الإعلام المهمة في بضعة أيام.
كتب "آرثر اسا بغير" كتابه "التلفزيون جهاز الإرهاب" الذي تكلم فيه عن إرهاب التلفزيون خلال 20 سنة ماضية، ثم تكلم هيدغر وقال "الكاميرا سلاح موجه نحو المشاهد" وأوضح كيف أن الإعلام حوّل عصرنا هذا إلى عصر وحشي ومرعب، وفي تركيا أيضا استُخدم الإعلام كأداة للإرهاب، ولأنه يصعب علي شرح ما أريده؛ سأستعرض عليكم بعض الأفكار التنويرية وبعض الأسماء الغربية. لقد انتهينا من مرحلة الحرب الحضارية وبتنا اليوم في الحرب الإعلامية بعنوان "الإباحية" التي تستهدف الإسلام باستخدام التنظيمات الإرهابية.
في الماضي حاربت الفرنجة المسلمين في هذه الأراضي الأتراك والأكراد لأسباب مختلفة، نرى اليوم هذه الحرب وقد عادت بنفس الأسباب لإيقاف ومحاصرة تركيا. لقد تعرّض المسلمون لأزمتين كبيرتين جراء تلك الهجمات، حُلّت أولها على يد السلاجقة والعثمانيين، أما الثانية فكانت لإيقاف الدولة العثمانية العظمى؛ وهي الحرب التي ما زلنا نعيشها إلى يومنا هذا، ويرى الأوروبيون أنهم يستطيعون إيقاف تركيا اليوم كما أوقفوا الإمبراطورية العثمانية سابقا. يجب على تركيا أن تتقدم وتتطور في ثقافتها وشبابها وإعلامها وتعليمها وفنها، وفي سياق ذلك كانت العشر سنوات السابقة التي خطت فيها تركيا خطوات كبيرة وحقيقية في هذا الطريق، فكان الانفتاح على العالم الإسلامي ومساعدة المظلومين؛ الأمر الذي فتح أعين الغرب على تركيا من جديد.
لقد استطاعوا إسقاط باكستان ومصر والعراق وسوريا وأفغانستان وشبه الجزيرة العربية، لكنهم لم ينجحوا في إسقاط تركيا، فهم يعلمون بأن تركيا قادرة على إعادة العالم الإسلامي وعلى قيادة نهضته من جديد كما كان دورها في الماضي، فتركيا التي خبرت عمق التاريخ وغناء الثقافات واختلاف الأديان والصلاح والسلام ستُولد من جديد لتقود ركب الحضارة من جديد. فستعود المياه إلى مجاريها لتعود الإنسانية والعدالة والأخوة والرحمة التي ترعى حق الحياة لكل إنسان بالشفقة والمحبة. ولمنع كل هذا يسعون صباح مساء لتحطيم وتقسيم هذه الدولة، لكننا لا نستسلم ولن نسلم الراية؛ وسنبقى نعدّ ونحضّر لذلك اليوم الموعود.
وكما قلت سابقا فإننا نعيش اليوم أيام الاستقلال والغد المشرق، ولننتصر باستقلالنا لن تكفي المعركة السياسية، بل يجب أن نخوض معركة الأفكار والفن والتعليم والشباب حتى نحيط بحلقات الحضارة ونجمعها لنقول "يا الله بسم الله" وننطلق في طريقنا الموعود.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس