الأناضول 

قرر القادة الأوروبيون في قمتهم التي انعقدت، مساء أمس الأربعاء، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، تقديم مساعدات مالية بقيمة مليار دولا، لمنظمات الأمم المتحدة المختلفة، من أجل معالجة أزمة اللاجئين التي تهدد القارة العجوز. 

جاء القرار  في أعقاب القمة الأوروبية التي خُصصت لبحث الحلول الكفيلة بإدارة افضل لأزمة الهجرة و اللجوء في أوروبا،  وقرر الزعماء الأوروبيون، تلبية الاحتياجات العاجلة للاجئين من خلال مساعدة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين  وبرنامج الأغذية العالمي وعدد من المؤسسات الدولية المعنية بالهجرة بما لا يقل عن مليار يورو  إضافية. 

ودعا رئيس المجلس الأوروبي "دونالد توسك" إلى تعديل سياسة الباب المفتوح التي يتبعها الاتحاد الأوروبي مع اللاجئين، قائلاً "لقد زرت مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن قبل فترة قصيرة، وكنت أسمع هذه الرسالة (سنذهب إلى أوروبا)، وبات من الواضح أنّنا سنشهد الموجة الأكبر للاجئين والمهاجرين لأوروبا قريبا". 

وأشار "توسك" في تصريحات أدلى بها للصحفيين في المؤتمر الختامي للقمة، إلى أنَّ "هدف القمة كان مناقشة أزمة اللاجئين بشكل جدي"، موضحاً أيضا أن "القمة عقدت على أسس من الحقائق بعيداً عن العواطف". 

ولفت رئيس المجلس الأوروبي، إلى أنَّ "سوريا بها 8 ملايين نازح، فضلا عن 4 ملايين آخري لاجئون في دول الجوار السوري. كما أن هناك ملايين من السوريين يطمحون في الوصول إلى أوروبا، إلى جانب مهاجرين من العراق وأفغانستان". 

وأكد "توسك" أن القادة الأوروبيين قرروا زيادة دعمهم لدول جوار سوريا التي تستضيف اللاجئين على أراضيها مثل لبنان والأردن وتركيا، موضحاً أنَّ الاتحاد الأوروبي سيقدم مساعدات للاجئين بقيمة مليار يورو، عبر المنظمات التابعة للأمم المتحدة كمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الغذاء العالمي. 

كما لفت المسؤول الأوروبي إلى تأسيس مراكز لاستقبال اللاجئين"Hot Spot"، موضحا أن تلك المراكز ستكون جاهزة وفعالة بحلول نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم. 

وشدد "توسك" في الوقت نفسه على ضرورة استمرار المشاورات مع أنقرة حول مقترحها الخاص بإنشاء منطقة آمنة بطول 80 كم بالجانب السوري، قائلاً "سألتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بروكسل في 5 تشرين الأول/أكتوبر القادم، كما سألتقي رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك". 

و دعت القمة الأوروبية في البيان الختامي لها إلى "تعزيز الحوار مع تركيا على جميع المستويات، من خلال الزيارة التي سيؤديها الرئيس التركي لبروكسل الشهر المقبل، وذلك لتكثيف التعاون بين الجانبين الأوروبي و التركي فيما يتعلق بالجذعية وإدارة تدفقات الهجرة" . 

و من جهته قال "مارتن شولتز" رئيس البرلمان الأوروبي في المؤتمر الصحفي إن "الوضع الإنساني في دول مثل لبنان و الأردن و تركيا بات خطيرا، ويهدد بكارثة إنسانية، وأعتقد أن الملايين من طالبي اللجوء يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة مثل الماء، والغذاء، و لتأمين الحد الأدنى من هذه المساعدات تحتاج المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الى المزيد من الدعم المالي". 

و من جهة أخرى اتفق الرؤساء الأوروبيون على مساعدة دول البلقان الغربية لإدارة تدفق اللاجئين، من خلال إعادة تفعيل أدوات ما قبل الانضمام، وضمان الإعداد السريع والدقيق لمؤتمر بعنوان "على طريق غرب البلقان" المزمع عقده في 8 أكتوبر القادم. 

كما قرروا زيادة تمويل صندوق الطوارئ الخاص من أجل تحقيق الاستقرار ومكافحة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية وظاهرة المشردين في أفريقيا، وذلك عبر الترفيع في مساهمات الدول الأعضاء. 

وفيما يتعلق بسوريا، فقد دعت القمة إلى بذل المزيد من الجهود على المستوى الدولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لإنهاء الحرب، والتي تسببت في الكثير من المعاناة واضطر ما يقرب من اثني عشر مليون شخص على مغادرة منازلهم، بحسب البيان. 

و على الصعيد الأمني  اتفق الرؤساء على  تعامل أفضل مع "الحالة المأساوية التي تواجهها الحدود الخارجية للاتحاد، ووتعزيز الرقابة على هذه الحدود، من خلال توفير لفرونتكس و يوروبول وسائل إضافية. مع زيادة التمويل لصندوق الطوارئ (اللجوء والهجرة والاندماج) وصندوق الأمن الداخلي للحدود".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!