نهاد علي أوزجان - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس
لم يغير التدخل الروسي في سوريا المعادلات العسكرية والسياسية فحسب، وإنما ساهم أيضا في فتح ملف "العمليات السرية" لأجهزة الاستخبارات، وعند الحديث عن سوريا، لا يمكننا غض الطرف عن المنظمة الإرهابية التي اسمها حزب العمال الكردستاني، وروسيا وسوريا لم تنسيان هذا الأمر أيضا، بل تعاونت روسيا مع حليفها القديم حزب العمال الكردستاني، واستخدمته سوريا في الحرب الأهلية، ولذلك ينتظر حزبا العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي مكافأتهم بفارغ الصبر.
لم يكتف بوتين باستقبال الأسد في موسكو، وإنما شرع بحملات جديدة تمس تركيا بصورة قريبة، وخصوصا فيما يتعلق بالعلاقات مع حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي، وتحدث بصراحة عن هذا الموضوع عندما أكد قبل عدة أيام على ضرورة "توحد الجيش السوري مع القوى الكردية".
وهذا ما حصل بالضبط مع الأسد الأب وأوجلان في أيام الحرب الباردة، حيث كان حزب العمال الكردستاني المنظمة الأكثر صداقة مع الاتحاد السوفييتي والأسد الأب، وقام الحزب بإعدام كل شخص يطلق على سوريا أو الاتحاد السوفييتي لقب "فاشية"، وازداد ارتباطه بالاتحاد السوفييتي لدرجة أنه رأى احتلال الأخير لأفغانستان أمرا مشروعا، وقد أخذ أوجلان مكافأته مقابل ذلك من خلال السماح له بالإقامة لفترة طويلة في دمشق، وتأسيس "مخيم للعصابات المسلحة" التابعة له في لبنان.
وقد استمرت علاقة روسيا ونظام الأسد بحزب العمال الكردستاني إلى ما بعد حرب الباردة، ولاحظنا أثر جهاز الاستخبارات الروسي عليه في كل أعماله، وعمل الحزب بكل أريحية في روسيا، ولم يكن يتواجد على قوائم الإرهاب لدى الدولة الروسية، وقد دفع حزب العمال الكردستاني ثمن هذه العلاقات مع روسيا من خلال افتعال الأحداث في تركيا عام 1993، ونجح في إشغال تركيا عن وضع حجر عثرة في طريق سياسة روسيا المتعلقة بالطاقة في المنطقة وبلاد القوقاز، وهذا ما يحدث اليوم أيضا.
بعد خروج أوجلان من سوريا عام 1998، انتقل لعدة أماكن لفترة طويلة حتى يبحث عن "منطقة آمنة" له، وقد ذهب إلى موسكو أيضا، واستضافه جهاز الاستخبارات الروسي لمدة شهر "كصديق قديم للاتحاد السوفييتي". نحن نعلم أنه ذهب إلى اليونان وإيطالي وكينيا، لكن لا أحد يتحدث عن ذهابه إلى روسيا أثناء "مطاردته".
في المحصلة ما نستطيع قوله هنا، هو أنه إذا بدأت روسيا بفتح دفاترها القديمة، فهذا لن يكون مؤشر خير.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس