كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
في تصريح مليء بالبجاحة والتهديد قال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديميرطاش بأن الفرات سيصبح غربيا ولن تستطيع أنقرة أن تتدخل في تغيير هذا المصير. ثم أتبع وقال إن رئيس الوزراء سيتابع ويشاهد ببلاهة ودون أن يحرك ساكنا تنفيذ مشروع الشريط الكردي. ومن أجل أن يتم المشروع يجب أن تسيطر وحدات حماية الشعب الكردي على المنطقة بين جرابلس وعزاز الواقعة على خط كوباني وعفرين، حيث كانت وما تزال جهود كل من حزب العمال الكردستاني مع نظام الأسد وإيران تعمل على هذا الهدف، فهل ستبقى تركيا ساكتة تشاهد إقامة دولة لحزب العمال الكردستاني على حدودها الجنوبية دون أن تحرك ساكنا؟ وهل سيحدث ما تكلم عنه ديميرطاش في أن المناطق الجنوبية ستقع تحت سيطرة الأكراد ونحن نشاهد بلا أدنى حراك مؤثر؟
لقد سعت الحكومة التي قطعت علاقاتها مع السياسيات الإجرامية في سوريا إلى تحقيق الاستقرار على حدودها الجنوبية بضغط من أنقرة وحزب الأغلبية، بينما كان كل من حزب الشعوب الديمقراطية- حزب العمال الكردستاني والحزب الجمهوري والجماعات يقوم بدوره في ممارسة الضغوطات من أجل تيسير الفوضى على الحدود مع سوريا ومن ثم الالتزام بوضعية المتابع. فماذا فعلت تركيا؟ هل استطاعت أن تتدخل من أجل حل المشاكل المتراكمة فوق رأسها؟
الحقيقة أن تركيا بحكومتها تدخلت من أجل حل الأزمة السورية، كما وتابعت وراقبت الأمور عن كثب في الحدود الشمالية لسوريا، أما في جنوب سوريا فقد كانت تركيا صاحبة اليد القصيرة بسبب محدودية النفوذ المتاح لها. لقد تدخلت تركيا بكل قوة وحزم من أجل إفشال المشروع الكردي بعد التفاهمات التي جرت بين داعش من جهة والأسد وإيران ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة أخرى، فمنعت إنشاء المنطقة المحاذية للحدود الجنوبية وبالذات الخط الواقع بين جرابلس واعزاز والبالغ طوله 110كم.
لقد تصاعدت وتيرة الإرهاب التي يقودها حزب العمال الكردستاني بعد سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي على تل أبيض، وكان الهدف من هذا التصعيد هو إنشاء ضغط داخلي على تركيا وحكومتها لتسهيل إنشاء الشريط الحدودي. وكانت تصريحات ديميرطاش التي قال فيها بأن رئيس الوزراء داود أوغلو سيشاهد إنشاء مشروع الفرات الكردي من دون أن يحرك ساكنا هي بمثابة ردة فعله الغاضبة على التحركات التركية. وحتى وإن كانت تحركات تركيا متأخرة، فإن تدخلها الأخير منع تنفيذ أجندات محور إيران والأسد ووحدات حماية الشعب الكردي التي كانت ستسبب في فقدان تركيا سيطرتها على أراضيها وعودة الفوضى والعنف بشكل قوي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس