إبراهيم قاراغول - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
بالأمس سطّرت تركيا التاريخ بكل معنى الكلمة، وخطت خطوة للأمام باتجاه طريق تركيا العظمى، حيث أعطت القرار الأخير ووضعت النقاط على الحروف في مسيرة التحرر المستمرة منذ قرن، وأعلنت أمام الجميع وللصديق والعدو ما يعنيه حماية وحب الوطن، ومن خلال إدراك ووعي تاريخي أظهرت خط الدفاع الأخير والقلعة الحصينة والملجأ النهائي للدولة. من هذا المُنطلق جددت البيعة للذين يمثلون العمود الفقاري لهذه الدولة، فدعتهم إلى العمل وتحمل المسؤولية من جديد والاستمرار في كتابة التاريخ. الشعب انتخب رواد صناعة التاريخ والثوار، وأعطاهم ثقته وشجعهم، وأغلق الطريق أمام المُغرضين بهم والذين حاولوا إسقاط الشرعية بكل الوسائل والطرق الممكنة، فالشعب بعث بهؤلاء إلى مزابل التاريخ.
وبعد عدم الاستقرار والاضطراب الذي عاشه الشعب منذ الانتخابات السابقة في السابع من حزيران، بالأمس أنهى القلق والخوف على مستقبل تركيا، ولقّن المحتلين في الداخل والذين حاولوا استغلال عدم استقرار الوضع من قبل القوى الخارجية دروساً عظيمة. فكان جواب الشعب في هذه الانتخابات لمراكز الإعلام التي أصبحت مراكز للإرهاب، وأصبحت أقلامهم مثل الرصاص، وأعلنوا الحرب على الشعب واتفقوا مع قوى الإرهاب في المنطقة، فأتى الرد عليهم جميعًا من خلال إعادة البيعة وتسليم الأمانة للذين يستحقون أن يكونوا في مركز القيادة، للذين همّهُم الوطن والشعب والدولة.
وحال نتائج هذه الانتخابات يقول: "لا تخافوا، لا تترددوا، كونوا أقوياء ولا تستكينوا، واستمروا في كتابة التاريخ وتحدوا الجميع فنحن شعبًا ووطنًا معكم".
من سلجوقلو وعُصمانية ومن الروح المستمدة من مسيرة التحرر، كان الجواب بأن تركيا لن تعود للقرن الواحد والعشرين، فهذا غير ممكن ولن ترضى به أيًّا كان الثمن؛ فالأمة التي وقفت في وجه الحملة الصليبية والغزو المغولي، والأمة التي نهضت مُجددًا بعد الحرب العالمية الأولى، لن ولن تركع للذين يعطوا أوامر لعناصرهم في الداخل بضرب تركيا وزعزعة أمنها.
انتخابات الأول من تشرين الثاني/نوفمبر لم تكن فقط انتخابات عامة؛ بل كانت يوم شعاره حماية الوطن والدفاع عنه. نعم حماية الوطن، من الفوضى والانقلابات المُخططة وأعمال الإرهاب وخطط التنظيم الموازي الطامح للسيطرة على الدولة من خلال التوغل في المناصب وإضعاف الحكومة وتسليم الدولة للقوى الخارجية. فكان الصوت عاليًا جدًا والرد مُزلزل بانتخاب والجهة المُحبة للوطن، التي تسعى لرقي تركيا وجعلها في المراكز المتقدمة على العالم أجمع.
ليكن في علم الجميع؛ أن تركيا حكومةً وشعباً لن تركع ولن تستكين، ولن تكون أداة في يد أحد، سيبقى قرارها بيدها وكلمتها ذات قيمة، لن تُصبح مثل سوريا وأوكرانيا ومصر، ولن يستطيع أحد زعزعة أمنها ونشر الطائفية والحرب العرقية. مهما كانت الجهة وقوتها التي ينتمون لها سواء تنظيم موازي أو حزب عمال كردستاني أو أيدن دوغان، لن تسيطروا على هذه الدولة أبداً ما دام فيها شخص ثوري مثل أردوغان، وما دام أحمد داوود أغلو العقل المُدبر لها، ستبقى مُخططاتكم أيها المُغرضين أضغاث أحلام فقط لا غير.
مهما حاولتم نشر الفوضى وعدم الاستقرار سيكون هناك من يقف ضدكم، ويحول دون نجاح مُخططاتكم الانقلابية، وستبوؤون بالفشل في كل مرة رغم أنفكم وأنف من يساعدكم من القوى الخارجية التي تعملون لصالحها.
الآن وبعد هذا اليوم التاريخي الذي كتبه الشعب، عليكم أن تفهموا شيئًا مهمًا؛ هذه دعوة حق لم تكن دعوة حزب سياسي فقط، فهما انقلبتم ضدها ستخسرون المعركة كسابقيكم. ستخطو تركيا إلى الأمام، وستعمل على النهوض والتطور ومواكبة الحضارة ونصر القضايا الحق والوقوف في وجه الظلم، ومساندة شعوب المعمورة المظلومين.
فوز حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات كان نصرًا مؤزرًا، مبارك لرواد القضية العظمى، مبارك لشعبنا ولأمتنا هذا النصر. نعم تلاحم الشعب وأعطى قراره الأخير وحسم المسألة ووقف في وجه الانقلابيين، "فالنصر حليف الشعب وحليف الأمة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس