جلال سلمي - خاص ترك برس
تأسست الدولة العثمانية بتاريخ 22 تموز/ يوليو 1299 واستمر حكمها إلى عام 1929 أي مايقارب الستمائة عام، وخلال هذه الفترة الطويلة تربع على عرش حكم السلطنة العثمانية العديد من السلاطين العثمانيين الذين وصل عددهم إلى 36 سلطان والذين كانوا يتميزون عن بعضهم البعض بالكثير من الصفات والسمات المختلفة، كان بعضهم شديدًا وكان البعض الآخر رقيقًا، كان بعضهم قويًا وكان البعض الآخر ضعيف، كان بعضهم شجاع وكان البعض الآخر دقيقًا في تحركاته.
هذا الاختلاف في الصفات والسمات يُعد أمرًا طبيعيًا جدًا وذلك بسبب اختلاف الشخصيات الحاكمة واختلاف البيئة التي ترعرعوا بها وعلى أساسها نشؤوا. مع هذا الاختلاف الواضح بين السلاطين العثمانيين إلا أن الكثير منهم اشترك في نقطة تسطير أقوال وجمل دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وبقيت تردد على لسان العربي والأعجمي إلى يومنا هذا.
ويمكن ذكر ثلة من هذه الأقوال الثمينة التي دخلت التاريخ وبقيت تُحافظ على مكانها بها دون نسيان أو زوال والتي تعود إلى بعض السلاطين العثمانيين بالشكل التالي:
ـ ياووز سليم أو سليم الأول:
سليم الأول هو السلطان العثماني الذي خاض العديد من حروب الفتوحات خلال فترة توليه لمقاليد الحكم وهو الذي فتح بلاد الشام ومصر، وقوله المشهور من تجربته في الحياة هو "الشجاعة تأخذ بالإنسان إلى النصر أما التردد فيأخذه إلى الخطر وأما الجبن فيأخذه إلى الموت اليومي".
ـ يلديريم بايازيد:
هو الخليفة الرابع ولُقب بالسلطان الصاعقة لكثره حركته ونشاطه في حروب الفتوحات، أشهر الأقوال المشهورة له هي "من خاف من الهزيمة يُهزم دومًا".
ـ مراد الرابع:
قال السلطان مراد الخامس في خطاب له أمام مجموعة من الرعية بعد أن عم الفساد في فترة أيام سلطنته:
"إلى الوضعين الذين لا يخافون الله ورسوله؛ عذاب الله قد يتأخر ولكن لا يُهمل".
ـ محمد الفاتح:
تسلم محمد الفاتح العرش من والده "مراد الأول" وهو في ريعان شبابه وبعد تسلم العرش خاض العديد من الحروب فاشتد عليه وطيس الحرب واستنجد بوالده أكثر من مرة ولكن والده لم يحرك ساكنًا وأراد والده منه بذلك أن يواجه الصعوبات حتى يزيد صلابة ولكن بعد أن أصبحت الشدائد لا تُحتمل وجه رسالة إلى والده يقول فيها "أبي؛ إن كنتم أنتم من يتولى العرش وأموره فأنا أستقيل من موقعي وأتركه، وإن كنت أنا من يتولى العرش وأموره فإني أمرك بأن تأتي إلى في أسرع وقت لتتولى العرش وأموره".
وكما يقول محمد الفاتح مخاطبًا إسطنبول بعد وصوله لمشارفها "يا إسطنبول؛ إما آخذك أنا وإما تأخذيني أنت، ولا مجال للفراق بيننا"، في إشارة إلى إصراره على فتح إسطنبول.
ـ سليمان القانوني:
في إشارة منه إلى أهمية الدولة وكيانها يقول السلطان سليمان القانوني "لا يوجد أي كيان مُعتبر ومُقدر بين الشعب بقدر الدولة وكيانها، وذلك لأن الشعب يعلم بأن الدولة هي من تحمي نفسه وصحته وأمنه وبغيرها لا يكون لهذه العناصر وجود".
ـ عبدالحميد الثاني:
شهد عصر السلطان عبدالحميد الثاني الكثير من الحروب الضروس مع القيصرية الروسية والانتفاضات المتمردة في منطقة البلقان، واقتباسًا من هذه التجربة التي حاز عليها خلال هذه الحروب يقول السلطان عبد الحميد الثاني "الحرب لا يكون على الحدود فقط، بل الحرب هو دخول الشعب بكافة ثرواته وبشكل كامل تحت نيرانه، إن لم يتم هذا فإن الانتصار في الحرب صدفة والهزيمة أمر محتوم".
كما أن الجملة التي صرفها السلطان عبدالحميد الثاني أمام ثيودر هرتزل الذي عرض عليه الكثير من الثروات مقابل إعطاء اليهود وطنا ً في فلسطين كانت من أكثر الجمل الثمينة التي صدرت عن السلاطين العثمانيين منذ تأسيس الدولة العثمانية وحتى انهيارها، هذا الجملة كانت بالشكل التالي "لا أستطيع بيع ولو شبر واحد من الوطن، لأن أرض الوطن ليس ملك لي بل هي ملك لشعبي، وشعبي لا يُعطي هذه الأرض إلا من خلال الثمن الذي من خلاله حاز عليها، هذه الأرض أُخذت بالدم ولا تُعطى إلا بالدم".
ويقول أيضًا السلطان عبد الحميد "الاستدانة هي أحد أنواع الأسر".
ومن الأقوال المشهورة للسلطان عبدالحميد أيضًا "ليس التاريخ من يتكرر بل الأخطاء هي التي تتكرر".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!