محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
من المؤكد أنه لا توجد في تركيا مشكلة في "الحُكم"، لكن لا يمكننا القول أيضا أنه لا توجد "مشاكل في المعارضة"، ومثال ذلك ما تقوم به صحيفة "حرييت" التابعة المقربة من حزب الشعب الجمهوري، حيث قامت مؤخرا بمحاولة "تلميع" صورة كمال كليتشدار أوغلو، واصفة إياه بأنه يملك "ماضيًا لامعًا"، لكن الواقع يشير إلى أنه خسر 7 انتخابات دخلها كمرشح لرئاسة الوزراء، وبالتالي ماضيه ومستقبله واضح، ولهذا فإنّ حزب الشعب الجمهوري يحتاج إلى زعيم وطاقم "لامع" لهذه الأيام وللمستقبل.
ارتباك وسط حزب الشعوب الديمقراطي
من الواضح أنّ هناك ضبابية على وضع حزب الشعوب الديمقراطي الذي حاز على ثاني أكبر عدد مقاعد للأحزاب المعارضة، ومع ذلك ما يزال الحزب مرتبكًا بعد تجاوزه نسبة الحسم ودخوله البرلمان، ولا يقدم صورة واضحة لما سيقوم به مستقبلا، وهذا ما لاحظناه في تصريحاتهم وتحليلاتهم، حيث أشار أحدهم إلى أنّ "التفجيرات والخنادق كانت سببا في خسارة الحزب لأصوات الناخبين"، كنت أتمنى لو أنه قال هذه الكلمات قبل الانتخابات وحذر منها أنصار ومسؤولو حزب الشعوب الديمقراطي، لكن مع ذلك علينا احترام هذا التحليل الصحيح حتى لو جاء متأخرا.
تصريحات "يوكسيكداغ"
لكن في المقابل لا بد من أنْ نذكر تصريحات "فيغان يوكسيكداغ" الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، تقول فيها: "يتحدثون عن أنّ الخنادق هي سبب فقداننا لأصوات الناخبين، لكن الواقع يشير إلى غير ذلك، فبرغم كل ما حدث من قتل، وحراك في الشوارع، وظلم، بقي الشعب وصوّت لحزب الشعوب الديمقراطي، ولهذا فإنّني لا أعتقد أنّ رؤية الحُكم الذاتي والحراك الكردي قد أثّرت على حزب الشعوب الديمقراطي".
حزب الحركة القومية ينتظر
لا يوجد الكثير لنقوله حول حزب الحركة القومية، ولا شك أنّ الحزب بحاجة إلى رؤية جديدة كي لا يستمر تسرب أصوات مؤيديه نحو حزب العدالة والتنمية، ولا يتوجب عليهم التحرك بصورة عاجلة، فما يزال هناك 4 سنوات حتى الانتخابات القادمة، ويملكون الوقت الكافي لإعادة ترتيب أوراقهم.
ولهذا على كل أحزاب المعارضة أنْ تتحرك وفق رؤية جديدة، ومواقف سياسية جديدة، بدلا من تكرار نفس الكلام والمواقف والمبادئ منذ سنوات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس