وداد بيلغين - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس
يرى بعض الاستراتيجيين الإرهاب العالمي منذ ضرب برجي التجارة وحتى هجمات إسبانيا وإنجلترا وباريس قبل أيام انما هي صفحة جديدة من صفحات صراع الحضارات. كان لتركيا نصيب من هذا الإرهاب الذي لم يمس كثير من دول الغرب، وسعى كثير من السياسيين لاستغلال هذه الهجمات الإرهابية التي حدثت في تركيا لزيادة التقارب والارتباط مع الغرب.
"إن الإرهاب العالمي الذي يعاني منه العالم لا يمكن اعتباره شكل من اشكال صراع الحضارات؛ فهو يعادي كل البشرية ويضع الإسلام على في اعلى قائمة أولوياته، فهذا الإرهاب البربري اللاإنساني زاد وترعرع بسبب الفهم والتقييم الخاطئ له".
لقد كان الإرهاب في السابق يرتبط بدول وأطراف خارجية من اجل المساعدة، وكانت عمليات العنف المُمنهج تجري من اجل أجندات خاصة وخارجية، واليوم نرى أن الإرهاب ما زال يعمل ضمن نفس الأدبيات ولكن ببعد عالمي غير محدود.
مثلما زادت مساحة الاتصال والتواصل والتبادل النقدي وتجارة المخدرات فإن تجارة السلاح تزيد وتتوسع باستمرار، وهو ما يسهل من توسع وانتشار الإرهاب، ويزيد من تنوع أشكال الإرهاب وانتشار شبكات إرهابية جديدة بشكل مستمر. كما ويستهدف الإرهاب المناطق غير المستقرة مثل سوريا والعراق، ومن ثم يعمل جاهدا على اختراق مناطق جغرافية جديدة ليزيد من فرص انتشاره، ولهذا فان الإرهاب تحول من إطار الدولة والمكان والايدولوجيا إلى أزمة عالمية.
الوضع بشكل مبسط: هو أن وجود وبقاء نظام البعث في سوريا سيمنع تجفيف منابع الإرهاب، وسيزيد من انتشار وتقدم الإرهابيين. وفي هذا الموضوع نرى تركيا صاحبة السبق والمبادرة؛ فهي تقولها وبكل وضوح أن الأمل يكمن في هذه الحقيقة.
بعد احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، وانتشار الفوضى حتى وصلت سوريا، خرجت قوى مثل نظام الأسد تستبد وتمارس أبشع اشكال الإجرام والإرهاب في حق الشعب، وكانت هنالك أحزاب مثل حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش تمارس الإرهاب على المعارضة لاختلافهم معها، وفي سياق معاداتهم لمخالفيهم كانت تركيا على راس أولوياتهم.
لقد اختارت المنظمات الإرهابية استخدام الإرهاب كأداة لتطبيق استراتيجية التوحش، فيتم نشر الخوف والذعر والموت من أجل ضرب استقرار البلاد. ومن أجل إنجاح جهود محاربة الإرهاب يجب على كل أطراف المعادلة أن تسعى في تصفية نظام الأسد، وتوحيد كل قوى المعارضة ودعمهم. ولا يجب أن ندع لحزب العمال الكردستاني وداعش أي مساحة للمناورة، وذلك بشن بحملة عسكرية يقوده تحالف تشارك فيه تركيا؛ من أجل القضاء على آخر أوكار الإرهابيين، ومن أجل محاربة عالمية الإرهاب يجب أن تكون الحملة عليه عالمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس