ترك برس
تظل تركيا بلاد الطبيعة الخارقة وبلاد المتعة والجمال، فهي رائعة في جميع فصولها الأربعة من صيف وربيع وخريف وها هو فصل الشتاء يدق أبوابه لدخول البلاد ويستقبله الأتراك، ففي هذه الأيام من كل عام تعيش تركيا بمدنها وقراها حالة من التأهب وأخذ التدابير؛ فالبرد شديد، والأمطار تتساقط بين يوم وآخر، وأما الثلوج فهي آخذة بالنزول إلى الأرض، حيث البيوت، والمباني، والأشجار، فكلها تكتسي برداء أبيض بضع ساعات أو أيام، وتعاد الكرة بعد حين، وقد تصل إلى حد إخفاء معالم المدن تحت الثلوج، فتتسارع وسائل الإعلام إلى دعوة الناس إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لسلامتهم، وتغلق المدارس أبوابها، وتتوقف الحياة لحين ذوبان الثلوج.
بمجرد دخول الشتاء يستبدل الأتراك أحذيتهم بأخرى مصنوعة بنعالٍ تحميهم من الانزلاق بمياه الأمطار أو الثلوج، ولا يقتصر الأمر على الأحذية فقط، فكذلك الحال مع إطارات المركبات، فأصحابها يسارعون إلى تغييرها بأنواع أخرى من الإطارات التي تتلاءم مع المياه والثلوج، لضمان سلامتهم على الطرق.
بالرغم من ذلك تبقى السياحة فعالة في تركيا، فمثلا شارع الاستقلال يشهد الازدحام نفسه في ليالي إسطنبول الشتوية والصيفية، الفارق الوحيد هو الطرقات المُعبّدة بالثلوج أو المطر الغزير. أمّا "المترو" و"الفونوكلار"، فيستخدمهما السائح يوميًا للتنقل، بعد أن اشتهرت إسطنبول بكونها مدينةً يحلو استكشافها سيرًا على الأقدام، وهو أمر يستحيل القيام به بين شهريْ كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير في العاصمة، فيتسابق الجميع إلى التنقل بواسطة وسائل النقل الداخليّة، ومنهم من يسارع الذهاب إلى تركيا في الشتاء للاستمتاع بالتزلج على الجليد، وكذلك صنع الدمى والأشكال المختلفة من الثلج الأبيض.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!