ترك برس

وقعت شركة خطوط أنابيب نقل البترول التركية (بوتاش)، وشركة النفط الوطنية القطرية، يوم الأربعاء الماضي، مذكرة تفاهم أولية لاستيراد تركيا الغاز الطبيعي المسال من قطر على المدى الطويل وبشكل منتظم، وذلك خلال اليوم الثاني من زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الدوحة.

وحسب وكالة الأناضول، فقد بدأ الجانبان بالإعداد من أجل تشكيل أرضية للاتفاق الأساسي، حيث من المنتظر أن يتم التوقيع على الاتفاق الذي يحتوي على تفاصيل مدة الاتفاق وكمية الغاز الطبيعي المسال المزمع استيراده من قطر، خلال وقت قريب.

وتعد قطر أكثر دول العالم تصديرًا للغاز الطبيعي المسال، حيث بلغ إمدادها العام الماضي حوالي ثلث الإمداد العالمي للغاز الطبيعي المسال، وبحسب التقرير السنوي للاتحاد الدولي للغاز، الذي نُشر في  أيلول/ سبتمبر الماضي، فإن قطر احتلت عام 2014، المرتبة الأولى في العالم، بتصدير الغاز الطبيعي المسال للمرة التاسعة على التوالي، حيث بلغ حجم التصدير لديها 76.8 مليار طن، في حين بلغت الإمدادات العالمية للغاز الطبيعي المسال 241 مليون طن.

الخبير في مركز بروكينغز الدوحة (التابع لمعهد بروكينغز بواشنطن)، لؤي الخطيب، قال في معرض تقييمه للاتفاق التركي القطري، إن "الغاز القطري الذي من المنتظر أن تستورده تركيا في المرحلة المقبلة، لن يكون مصدرًا بديلًا فحسب، وإنما سيساهم في زيادة أمن الطاقة والاستهلاك المتزايد لدى تركيا"، مضيفًا أنه "في ظل التوتر السياسي بين تركيا وروسيا، التي تعد المورد الاعتيادي للغاز الطبيعي المسال، والحوادث التي تشهدها المنطقة، فإنه لا يبقى أمام تركيا، إلا التوجه إلى تنويع مصادرها، والبحث عن منتجين موثوقين".

وأشار خبير الاقتصاد والطاقة، رئيس قسم الاستشارات في شركة المنار للطاقة، روبن ميلز، أن "إنشاء قطر محطة للغاز الطبيعي المسال في تركيا، قد يساهم في جلب الغاز إليها من بلدان أخرى"، لافتًا أن "الوقت الراهن مناسب لشراء الغاز بالنسبة لتركيا، لأن الأسعار بدأت تنخفض والمنافسة في ازدياد".

بدوره لفت الخبير الاقتصادي في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي ( سيتا)، أردال طاناس قره غول، إلى أن "منشآت الغاز الطبيعي المسال الجديدة، التي سيجري إنشاؤها في الفترة المقبلة، من شأنها أن توفر فوائد كبيرة لتركيا أمام روسيا"، مضيفًا أنه "ينبغي على تركيا تحويل التهديدات إلى فرص، والبدء بمشاريعها في قطاع الطاقة دون انقطاع".

وتملك تركيا محطتين للغاز الطبيعي المسال، إحداها محطة (مرمرة-أراغلي)، التابعة لشركة خطوط أنابيب نقل البترول التركية (بوتاش)، وتبلغ سعتها  5 مليارات متر مكعب، والثانية محطة (علي آغا) التابعة لشركة (إيجه غاز)، وتبلغ سعتها 6 مليارات متر مكعب، إلى جانب منشأة لتخزين الغاز الطبيعي، تبلغ سعتها 2.6 مليار متر مكعب.

وكان المدير العام لمجموعة شركات "زورلو" التركية للطاقة، أشار أن "حاجة تركيا للغاز الطبيعي، ستزداد إلى 72 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، علمًا أن حاجتها في العام الحالي (2015)، لا تتعدى 50 مليار متر مكعب"، وذلك عقب بحث أجرته "زورلو"، عن توقعات مستقبل الطاقة في ظل النمو السكاني والاقتصادي الذي تشهده تركيا.

ووقال جلبجي إن "تركيا تستورد 55% من حاجتها من الغاز الطبيعي من روسيا، وتستهلك 50% من الغاز الوارد في إنتاج الطاقة"، لافتًا إلى أن "الغاز الطبيعي سيبقى المصدر الأساسي للطاقة في تركيا في 2030".

وأضاف، "حتى لو سخرت تركيا كل مصادرها المحلية لإنتاج الطاقة، فإن هذه المصادر ستغطي فقط 33% من احتياجاتها، إننا ننفق الآن 55 مليار دولار سنويًا على الطاقة، ونتوقع أن يتضاعف المبلغ إلى 110 مليار دولار بحلول 2030".

وتأتي خطوة أنقرة في توقيع مذكرة التفاهم لاستيراد الغاز القطري، على خلفية توتر العلاقات بينها وبين موسكو، إثر إسقاط المقاتلة الحربية "سوخوي 24"، في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لدى انتهاكها المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي جنوبي تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!