ترك برس

قبيل مناقشة مجلس الأمن الدولي للأزمة التركية العراقية الناجمة عن تواجد وحدات من القوات التركية في معسكر بعشيقا القريبة من مدينة الموصل العراقية، أجرى الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" اتصالاً هاتفياً بالرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، اقترح خلاله فكرة سحب الوحدات التركية لإرضاء رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي".

وبحسب مصادر إعلامية تركية مطلعة على فحوى المحادثة، فإنّ أوباما قال للرئيس التركي خلال المكالمة الهاتفية، بأنّ مسألة تواجد الوحدات التركية في معسكر بعشيقة، باتت بمثابة شرف وطني بالنسبة للعراق، وأنّ على تركيا والولايات المتحدة إرضاء العبادي من خلال سحب تلك الوحدات.

وعلى إثر ذلك ردّ عليه أردوغان قائلا: "إنّ تواجد وحداتنا العسكرية في المعسكر، جاءت تلبية لطلب العبادي والمسؤولين في الحكومة المركزية العراقية، لتدريب وتأهيل الفصائل التي تقاتل عناصر تنظيم داعش، والأن تطلبون من تركيا سحب قواتها من هناك وتريدون في الوقت ذاته مضاعفة جهودنا لمحاربة عناصر التنظيم، فإذا قمنا بسحب قواتنا من هناك، فإنّ داعس سيسيطر على تلك المناطق، وإنني أعتقد أنّ طلب سحب القوات التركية من العراق بالتزامن مع مضاعفة الجهود لمحاربة التنظيم، أمر فيه نوع من التناقض".

وأضاف أردوغان في هذا الصدد قائلاً: "تواجدنا هناك لغايات تدريبية، فقد قمنا بتدريب وتأهيل ما يقارب ألفين و400 عنصر من البشمركة والعرب السُنّة، وهم الأن يقاتلون تنظيم داعش، وكتن اهم دور كبير في استعادة منطقة سنجار من يد التنظيم.

وعقب هاد الحوار، أقرّ الرئيس الأمريكي بأحقية الجانب التركي في الأزمة، حيث قال في هذا الصدد: "أنتم على حق ونحن نشكر الدولة التركية لجهودها في محاربة تنظيم داعش، إلّا أننا نودّ إراحة العبادي من الضغوط السياسية التي يتعرض لها في الداخل، علينا إقناع العراقيين".

ودعا أوباما الجانبين التركي والعراقي إلى حل الأزمة بينهما بالطرق السلمية، عبر الجلوس إلى طاولة الحوار، مشيراً أنّ العبادي يتعرض لضغوطات سياسية من الداخل العراقي، وأنّ على تركيا أن تخطو بخطوات من شأنها تخفيف الضغط السياسي عن رئيس الوزراء العراقي.

الجدير بالذكر أنّ تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة كان بطلب من المسؤولين العراقيين، ولمهمات تدريبية، وعلى إثر الاعتراض العراقي على تواجد هذه القوات على أراضيها، قامت القيادة التركية بحسب جزء منها باتجاه إقليم شمال العراق، وذلك رعاية لحساسية الحكومة العراقية من هذا الموضوع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!