ترك برس

قال وزير الخارجية العراقي "إبراهيم الجعفري"، أنّ على الحكومة التركية، سحب كافة جنودها من معسكر بعشيقة التدريبية، وأنّ سحب جزء من هذه الوحدات غير مُطمئنة بالنسبة للقيادة المركزية العراقية.

وأوضح الجعفري في تصريحات أدلى بها لمراسل وكالة "فرانس برس" الفرنسية، أنّ إعلان تركيا عن سحب قواتها من المعسكر المجاور لمدينة الموصل، خطوة إيجابية في طريق حل الأزمة بين بغداد وأنقرة، وأنّ حكومة بلاده ستتابع العمل والتنسيق مع مجلس الأمن الدولي حتّى يتم سحب كافة أفراد القوات التركية من بعشيقة.

وفي هذا الصدد، تابع الجعفري قائلاً: "نرغب في تأسيس علاقات قوية واستراتيجية مع تركيا، وقد بدأنا بالخطوات الأولى لتأسيس هذه العلاقات منذ عام 2003، لكن الأمر يتغير عندما يتم المساس بسيادة العراق. لأنّ سيادة بلادنا أهم من كل شيء وتفوق كافة المصالح".

وكانت وزارة الخارجية التركية قد أصدرت بياناً بخصوص سحب قواتها من بعشيقة، يوم السبت الماضي، حيث جاء فيه أنّ تركيا بدأت بسحب قواتها من المعسكر رعاية للحساسية التي تظهرها الحكومة العراقية وبشكل يتناسب مع الاستمرار في مواصلة الكفاح ضدّ عناصر تنظيم الدّولة (داعش).

وأكدت الخارجية التركية وجود نوعٍ من تردّي عملية الاتصال بين الحكومتين التركية والعراقية، بخصوص تواجد الوحدات التركية في المعسكر، وأنّ تركيا ستواصل سحب وحداتها باتجاه إقليم شمال العراق.

وعلى الرغم من بدء الحكومة التركية بعملية سحب وحداتها من المعسكر على مراحل، إلّا أنّ الجانب العراقي، نقل الأزمة إلى أروقة مجلس الأمن الدّولي، الذي نظر في حيثيات القضية، وأجمع على أنّ الأزمة يجب أن تُحلّ بين قيادتي الدّولتين، بالطرق السلمية ودون التأثير على مسألة مكافحة المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.

الجدير بالذكر أنّ الوحدات العسكرية التركية موجودة في معسكر بعشيقة، منذ أكثر من سنتين ونصف، وهي تقوم بتدريب عناصر البشمركة التابعة لإقليم شمال العراق، ولدى زيارة رسمية قام بها رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" إلى أنقرة العام الماضي، طلب من المسؤولين الأتراك، قيامهم بتدريب وتأهيل الفصائل العراقية التي تقاتل تنظيم داعش، ومع تعاظم خطر التنظيم على المعسكر، قام الجانب التركي بإرسال تعزيزات عسكرية مكونة من 150 جندياً و25 دبابة، لحماية المعسكر، الأمر الذي اعترضت عليها الحكومة العراقية وأدت إلى تأزم العلاقات التركية العراقية.