ترك برس
صرّح وزير الشؤون الأوروبية وكبير المفاوضين في الحكومة التركية "فولكان بوزكير"، بأنّ المفاوضات الجارية بخصوص الأزمة القبرصية، باتت أقرب إلى الحل، أكثر من أي وقت مضى، وأنّ إنهاء هذه الأزمة ستفتح فرصًا إيجابية جديدة لكلا الطرفين، مشيرًا أنه من المحتمل، عرض الدستور الجديد للاستفتاء خلال الربيع القادم.
من جانبه، قال المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون قبرص، أنّ "الأطراف باتت أقرب من أي وقت، للتفاهم حول قضية الملكية في الجزيرة"، لافتًا في الوقت نفسه إلى "وجود عدد من المسائل التي تتطلب مناقشتها في هذا الصدد"، معربًا عن "أمله في نجاح المحادثات، التي ستجري في كانون الثاني/ يناير، بين الطرفين التركي واليوناني".
وكان المستشار الخاص للأمين العام لأمم المتحدة لشؤون قبرص، "أسبن بارث إيدي"، قال في حوار مع وكالة الأناضول، إن هناك العديد من المسائل التي تجعل المفاوضات الحالية بشأن القضية القبرصية باعثة للأمل أكثر من سابقاتها، مشيرًا إلى أن المفاوضات الحالية تجري في ظل ظروف إقليمية واقتصادية مختلفة عن سابقاتها.
واعتبر إيدي، أن المفاوضات الحالية هي أفضل فرصة منذ سنوات لحل القضية القبرصية، وأن زعيما شطري الجزيرة على وعي بذلك، مضيفا أن الزعيمين يعملان معا بشكل متناسق، ويتمتعان بالثقة المتبادلة، مشيرا إلى أن كل من رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، "مصطفى أقينجي"، وزعيم قبرص الرومية، "نيكوس أناستاسياديس"، وصلا إلى منصبيهما بعد حصولها على أغلبية كبيرة في الانتخابات.
ولفت إيدي، إلى أن القبارصة يعون المخاطر والتكلفة المحتملة التي قد تنجم عن عدم التوصل إلى حل في الجزيرة، مضيفًا أن سكان شطري الجزيرة، "تعبوا من بقاء قضية جزيرتهم بلا حل، وباتوا يعرفون أن اقتصاد الجزيرة سيصبح أفضل في حال توحد الشطران، وأن الجزيرة ستصبح ذات قدرة أكبر على التعامل مع الأزمات الجيوسياسية".
وأوضح رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس قبرص التركية "مصطفى أقنجي"، مطلع الشهر الحالي، في نيقوسيا ، أنّ العلاقات التركية الأوروبية دخلت مرحلة جديدة عقب الأجواء الإيجابية التي سادت خلال قمة بروكسل، معربًا عن اعتقاده بانعكاس هذه التطورات، إيجاباً على القضية القبرصية، مؤكدًا بأنّ الوقت قد حان لينطلق الأتراك واليونانيين والقبارصة معاً، لتشكيل حوض السلام داخل القارة الأوروبية.
وأشار داود أوغلو أنّه في حال تمكن الطرفان التركي واليوناني، من التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام في الجزيرة (قبرص)، فإنّ هذا سيساهم في جعل شرق المتوسط، منطقة "رخاء"، معلنًا استعداد بلاده لدعم الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي وعادل وشامل، في الجزيرة، مثلما كانت تنص خطة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان (التي رفضها القبارصة الروم في استفتاء عام 2004)، مشيرًا أنّ تركيا تلعب دورًا رئيسيًا إلى جانب الدول الضّامنة الأخرى في حل القضية القبرصية.
وتابع داود أوغلو قائلًا: "إنّ العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، الأتراك والروم في الجزيرة، سيكون مثالاً جيداً لمنطقة الشرق الأوسط، كما سيساهم في تخفيف حدّة انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا التي بدأت تتعاظم في القارة الأوروبية"، معربًا عن أمله في أن تتوصل الأطراف إلى حلّ ينهي القضية عقب المحادثات الجارية حول عدة نقاط هامة، مشيرًا في هذا السياق إلى أهمية متابعة المفاوضات، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنه لا تزال هناك مواضيع حساسة ينبغي حلها.
تجدر الإشارة إلى أن جزيرة قبرص تعاني من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ عام 1974، وفي عام 2004 رفض القبارصة الروم خطة الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة.
واستؤنفت مفاوضات السلام في قبرص في 15 أيار/ مايو الماضي، برعاية أممية، بعد انقطاع دام سبعة أشهر، فيما جمع آخر لقاء رئيس الشطر الشمالي منقبرص "مصطفى أكينجي"، ونظيره الجنوبي "نيكوس أناستاسياديس" في 10 تموز/ يوليو الماضي.
وكان زعيم القبارصة الأتراك السابق "درويش أر أوغلو"، و"أناستاسياديس" قد تبنيا في 11 شباط/ فبراير 2014 "إعلانًا مشتركًا"، يمهّد لاستئناف المفاوضات، التي تدعمها الأمم المتحدة لتسوية القضية القبرصية، بعد توقف الجولة الأخيرة في آذار/ مارس (2011)، عقب إخفاق الجانبين في التوصل إلى اتفاق بشأن قضايا، مثل تقاسم السلطة، وحقوق الممتلكات، والأراضي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!