سيفيل نوريفا- صحيفة ستار- ترجمة وتحرير ترك برس
استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبارات نابية في هجوم غاضب جديد على تركيا وذلك خلال المؤتمر السنوي للصحفيين.
في بلده 25 مليون مواطن جائع واقتصاده في مرحلة انهيار وهو لا يزال يحاول عرض أكاذيبه على شعبه من كل النواحي.
كانت لهجة بوتين المستخدمة ضد الإدارة التركية مليئة بأقبح الكلمات والعبارات النابية وهذا يدل على بعده الكبير عن الأدب والرقي.
ومن الكذبات التي قالها خلال المؤتمر: "لم نكن ندري بوجود تركمان بايربوجاق في سوريا"، و"لم تعتذر تركيا أبدا منا بعد سقوط الطائرة"، و"لا يوجد بيننا وبين الشعب التركي أية مشكلة".
كله كذب!
تركيا اتصلت مرارا وتكرار ببوتين بعد إسقاط الطائرة لكنه لم يكن يرد على هذه الاتصالات،وكأنه من الأول ينتظر هذه الأزمة بين البلدين.
عندما يقول إنه لا يوجد مع الشعب التركي أية مشكلة.
إننا ندرك ما معنى أن يمنع رجال الأعمال الأتراك من دخول روسيا والضغوط المطبقة على السياحة وعدم احترام الطلاب الأتراك في روسيا.
بالعودة إلى أنه لم يدري بوجود تركمان بايربوجاق في سوريا، فإنه قد تم عرض وثائقي في التلفزيون الروسي الحكومي يتحدث عن المكونات العرقية في سوريا، ومن ضمنها تركمان البايربوجاق الذين لهم علاقة بالدولة السلجوقية ووجودهم في تلك المنطقة منذ زمن بعيد.
إذا لم يكن لدى بوتين أي خبر عن تركمان بايربوجاق فأنا أوصيه بمشاهدة قنواتهم الحكومية.
هل فكر بوتين جيدا بعواقب هذه الأزمة واحتمال حدوث حرب جديدة؟ في وقت تمر به روسيا تمر في أزمة اقتصادية.
يقول بوتين: "الطائرة سقطت ومات طيارنا"، ويقول أيضا: "لقد قتلت تركيا شعبنا". إنه على دراية جيدة بأنه في كل عام يموت المئات من الناس بسبب الجوع في بلاده.
يخشى الرئيس الروسي من انقلاب الناس الجائعة ضده كما حدث عند قيام الثورة البلشفية في موسكو، لكن أغلبية الشعب الروسي الآن يرى أن بوتين بطل قومي لأنه يقف بوجه التهديدات الموجهة لبلاده.
لم تكتفي قنوات الحكومة الروسية في محاولاتها للترويج إعلاميا لحملة بوتين السياسية لكسب تعاطف الرأي العام بالصعيد المحلي في روسيا، بل توسعت على الصعيد الدولي وحتى على الصعيد التركي.
وفي ظل هذه الصعوبات فإن بوتين بصدد البحث عن حليف له في تركيا، فهو لا يكل ولا يمل من مدح حزبي الشعب الجمهوري والشعب القومي لكسبهم كحليف وبنفس الوقت فهي تدعم حزب العمال الكردستاني وذراعه في سوريا وحدات حماية الشعب الكردي.
وعلى الرغم من أن رئيس حزب الحركة القومية السابق ألب أرسلان توركش رأى في الماضي أن روسيا عدوة، ففي الوقت الحاضر تلتمس روسيا مؤشرات إيجابية من حزب الحركة القومية وتعده مخلصا لتركيا كما تحاول احتضان المفهوم القومي والحركة القومية، وعرض خارطة طريق للعبة الروسية القادمة لكن رئيس حزب الشعب القومي دولت بهتشلي لا يهتم لذلك أبدا.
ولا ننسى أبدا ما لقيه القوميون الأتراك من ظلم الروس في الماضي، لهذا يجب عليهم الوقوف جنبا إلى جنب في مواجهة هذه اللعبة الروسية وأنا على يقين بأنهم لن يعطوا روسيا أي فرصة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس