ترك برس
ما إن أُسقطت الطائرة الروسية المُخترقة للأجواء التركية من قِبل القوات التركية، حتى قامت روسيا باتخاذ الكثير من الخطوات المُستهدفة للمصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية التركية، فلم تقتصر على تضييق الخناق على البضائع التركية ورجال الأعمال والطلاب الأتراك، بل قامت بالتمادي من خلال استفزاز القوات البحرية التركية في مضيق البسفور ودعم "الإرهابيين" الأكراد من حزبي العمال الكردستاني "بي بي كا" والاتحاد الديمقراطي "بي يي دي"، على حسب ما يبينه الباحث التركي "مراد كالكيتلي أوغلو".
ويرى كالكيتلي أوغلو أن "روسيا بإجرائتها "غير المُتزنة" تلعب بالنار، ونتائج اللعب بالنار لن تقتصر على تركيا بل ستطال روسيا ومصالحها.
ويكشف كالكيتلي أوغلو أن "أحد الصحفيين الروس ذهب إلى جبل قنديل، معقل حزب العمال الكردستاني، والتقى هناك بقادة الحزب "جميل باييك" و"مراد كاراييلان"، وبعد إجراء تحليلات مُطولة بين الطرفين حول الأماكن التي يمكن استهدافها في تركيا، تُعرض هذه التحليلات بشكل واضح على شاشات الإعلام الروسي، وليس هذا فقط، بل تصور وسائل الإعلام الروسية مقاتلي الحزب "الإرهابيين" على أنهم "ثائرون من أجل الحرية، هذه الإجراءات وغيرها تُبين النية المُبيتة لروسيا لاستعداء تركيا وبدء حرب الاستنزاف معها".
وينقل كالكيتلي أوغلو، عن أحد قادة "بي كي كي" المعروف باسم "مراد كاراييلان"، قوله "كابوس أردوغان والشعب التركي بشكل عام، هو رؤية "كردستان" مستقل على الحدود الشرقية والجنوب شرقية بين تركيا وسوريا، هذا الكابوس أصبح حقيقة في شمال العراق، وفي سوريا لم يبقى الكثير على تحققه، وعدنا الأسد باستقلال ذاتي عقب الانتهاء من المعركة التي نخوضها معه بشكل مُشترك، ولإتمام استقلالنا الذاتي في تركيا نحتاج لبعض الدعم الدولي، ونرى أن هناك فرصة أصبحت سانحة في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة".
هذا ونقلت صحيفة خبر ترك، في تقريرها "الإعلام ودعم الأعداء؛ تحركات روسيا للرد على تركيا"، عن رئيس الاتحاد اليزيدي الكردي في سوريا والنائب في مجلس الشعب الروسي "الدوما" "جمال شوميان" في لقاء صحفي لإحدى الصحف الروسية، قوله إن "روسيا وحزب العمال الكردستاني اليوم في خندق واحد، يمكن لروسيا عزل تركيا عن الساحة من خلال دعم حزب العمال الكردستاني لذا يجب على روسيا دعم حزب العمال الكردستاني، لكي يكون كل شيء على ما يرام بالنسبة لها في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام".
كما نقلت الصحيفة دعوة شوميان روسيا إلى ضرب جميع الطائرات التركية التي تقترب إلى الحدود السورية، ودعوته القيادة الروسية إلى تزويد حزب العمال الكردستاني بأسحلة ثقيلة قادرة على إسقاط الطائرات الحربية التركية، لكي يستطيع حزب العمال الكردستاني مشاركة روسيا في محاربة داعش من خلال إرسال عدد من عناصره للقتال إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي دون أي اعتراض من الطائرات العسكرية التركية.
هذا وكان قد أشار الخبير في قضايا الإرهاب "نهاد علي أوزجان"، في مقاله "علاقة روسيا بالبي كي كي على المنعطف السوري" المنشور في صحيفة "ميلييت"، إلى أن "الدعم الروسي للبي كي كي ليس حديثًا بل يعود إلى ما قبل الثورة السورية، ولكن زادت وتيرته مع بدء الثورة السورية، وازدادت اتساعًا وتنوعًا بعد نشوب الأزمة الروسية التركية، وهذا ما يسطر الحروف الأساسية للحرب بالوكالة التي تخوضها روسيا ضد تركيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!